نصوص أدبية

سفر الغرباء / عبد الرزاق اسطيطو

 

- أصيل

من هاهنا مررت

ذات أصيل رقراق

بين أشجار النخيل

جدولا مورقا مررت

في عيوني رطب

وبروحي نبوءة

وماء عذب

- حنين

بخطى المنكسر

بين دروب الغواية

والمدن البعيدة مررت

حنينا دافقا

بالقرب من بياض الورد مررت

- لوعة

نسيما يوقض اللوعة

لرفاق الأمس

المشردون مابين الملاجئء

والموانئء المهجورة

وعناوين الصحف

ولعنة الحرب مررت

- رعشة

كعاشق متلهف

لعناق دافئء

كرغيف الأمهات مررت

من أجل قبلة

على خد بحمرة الورد

ورعشة في اليد

لامرأة هيفاء

مسدلة القلب والشعر

كضياء الصبح مررت

وعند اللقاء يا وطني

وبلهفة المحب وجدتها

تشرع ذراعيها ونبضها وفاء

لطعم المساء الأول

- فراش

من ها هنا مررت سفرا

كفراش قزحي

حول نار ملتهبة

تضيء بهاءه

وشوقه

وحتفه

وعند الفجر

تدفء رماده

وحنينه

وغربته

- سفر

عبر حواجز كثيرة

من أجلك يا وطني مررت

وعند أول حاجزأذكر

صرخوا في وجهي:

قف وارفع أحلامك

وجراحك

وآهاتك في العلياء

كأشجار الخريف من أجلك وقفت

يداي ممدودة للسماء

وعيوني مشرعة على ضفافك

ضاجرا من الوقت والساسة

والخطب الكاذبة وقفت

ولأني  كنت  ذات مساء بلوري

رفيقا للغرباء

وللشعراء

تعلمت كيف أخفي

سرك في القلب

بهاءك وبهائي

وعشقك وعشقي لهذا الوطن

بعيدا عن عيون المخبرين

والشرطة

والعساكر

 

عبد الرزاق اسطيطو

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2034 السبت 18 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم