نصوص أدبية

قصيدتان

 

1

إلى الولايات

لماذا الاسترخاءُ، الاستجوابُ؟ لماذا أنا والكلّ ُ نِـعاس ٌ؟

أيُّ شَفـقٍ غارقٍ في العمق ! رغـوةٍ طافيةٍ على المياه !

مـن هـم، كخفافيش وكلابِ - ليلٍ، هؤلاء المنحرفون في مبنى البرلمان؟

أيّ ُرئاسـةٍ قذرةٍ ! (أه يا جنوبُ، شموسك الوهـّاجـة ! آهِ يا شمالُ،

تجـمّـداتك القـطبـيّـة )

أ أولئك رجالُ برلمانٍ حـقـّاً؟ أ أولئك هم القضاة الكـبـار؟

أ ذاك هـو الرئيس؟

سأنام هنيـهـة ًإذاً – لأني أرى تلك الولاياتِ تنـامُ، لأسبابٍ ؛

(مع ظلام متلاطم - مع رعد مدمدم – وشهب بارقة، نستيقظ كلّنا في الحين،

جنوباً، شمالاً، شرقاً، غرباً، داخل الوطن وعلى السّاحل سنستيقظ بالتأكيد .)

 

2

اِقرعي ! اِقرعي ! يا طبول !

 1

اِقرعي ! اِقرعي ! يا طبـولُ ! – اِصفِري ! يا أبواقُ ! اِصفِري !

خلالَ النوافـذِ - خلال الأبواب – تفجـّري كـقـوّة وحشيـّـة،

في الكنيسة الوديـعـة، وشتــّتـي الاجتمـاعَ ؛

في المدرسة حيث الطالب يدرس ؛

لا تتركي العـرّيس هادئاً – يجب ألاّ يحظى بسعادة الآن مع عروسه ؛

ولا الفلاحَ المسالمَ الذي يحرث الحقلَ ويجمع الحبوبَ بأيّ سلام ؛

بعنف شديد دندني ودقـّي، يا طبـولُ – ويا أبواق ُ اِصفِري بجلجلة .

     

 2

اِقرعي ! اِقرعي ! يا طبولُ ! – اِصفري ! يا أبواق ُ! اِصفري !

على طرق المدن – فوق هدير العجلات في الشوارع :

هل هُـيِّــئـتِ الأسِـرّة ُ للنِّـيـام في البيوت؟ لا نيام ٌ يجب أن يناموا في

تلك الأسِـرّة ؛

لا مساوماتُ المساومين في النهار – لا سماسرةٌ أو مضاربون

أ يريدون أن يستمـرّوا؟

أ يريد المتكلمون أن يتكلـّموا؟ هل سيحاول المغنـّي أن يغنـّي؟

أ يريد المحامي أنْ يقفَ في المحكمة ليعرض قضيّــتَه أمام القاضي؟

إذاً قـعـقـعي بسرعة أكثرَ أيتها الطبول الضَّخمـة - أنتِ يا أبواق ُ

اِصفري بوحشيّـةٍ أكثرَ .

 

 3

اِقرعي ! اِقرعي ! يا طبول ُ – اِصفري ! يا أبواق ُ! اِصفري !

لا تتفـاوضي ! – لا تتوقَّـفي لأيِّ اعتراض ؛

لا تنتبهي إلى الحَيِيّ ! لا تهتمّي بالنَّـوّاحِ أو المتعبِّـد ؛

لا تبالي بالرجل المُسِنّ مستعطفاً الرجل َ الفتـيَّ ؛

لا تدَعي صوتَ الطِّـفل يُـسمَـعُ ولا تضرّعـاتِ الأمّ .

وحتى النقـّالاتِ اجعليها ترجّ الموتى، حيث يرقدون منتظرين الدَّفـنَ .

وبقوة اِقرعي، أيتها الطبولُ الرهيبة – وبصخب مُـدَوٍّ اِصفري أيتها الأبواقُ .

 

ترجمة بهجت عباس

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2044 الثلاثاء 28 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم