نصوص أدبية

أريدك كما أنت / يسرا القيسي

كانت كشجرة خضراء وارفة الظلال ... هيأتها الخارجية توحي للناظر بأنها في ريعان شبابها ... لكنها في حقيقة الامر نخرتها دودة الارضة من الداخل .. فلم يتبقى منها شيئآ .. أصبحت جوفاء .. لكنها .. لكنها..... أستفاقت من غيبوبتها ..أنتبهت أن لا شئ يستحق الحزن .. .فأستدركت واستدارت كزهرة العباد مع دوران الشمس فغيّرت حياتها .. وغيرت قناعاتها .. بالحياة ... وبالاخرين ... فلم تعد هي كما كانت سابقآ ..

فكلما مشت في دروب الامل تساقطت جراحها والآمها وغصاتها ؛فأصبحت حياتها كشجرة الياسمين الفواحة العطر حين تتساقط أزهارها على وسادتها .. أنتشت فعاد لها شبابها وربيعها ... وتفتحت وريقات في روحها .. وعاود قلبها بالخفقان لحب جديد ..لرجل أحتواها .. ويحنو عليها ؛فغادرتها سنينها المتعبة مع خيباتها ... أرتمت روحها في حضن حب جديد .. عانقته .. قبلته .. تشابكت روحيهما وكفيهما وجسديهما برقصة فلامنكو ... جددت حبها وحياتها .. جددت تجربتها .. بوعي وبنضج أكثر واكبر مما كانت عليه في المرة السابقة أحَبها كثيرآ ...

فأحبتهُ بقدر حبه لها ... ضمها الى صدره .. وقلبها يخفق من جديد لحب راقي ...وقفت أمام مرآتها ....تزينت ....تعطرت عطرها الانثوي ...واحمر شفاها خير دليل على آثار حبهم ... كلما همس بأذنها أُحبكِ ....أُحبكِ منذ زمنِ... فلا أنعتاقآ ولا هروبآ من حبِ كان يسري في عروقنا ... همست ....همست .. تمتمت.......ثم خرجت عن صمتها أريدك ...حبيبآ..... أبديآ .. أريدك ...جريئآ.. أريدك ...تطوقني بذراعيك ..ولا تطوقني بحبلِ من مسد.........

فأطلق العنان لحبنا أريدك...تعطرني بأنفاس تبغك .. اريدك ...تغمر حبنا بعاطفة كنبيذِ معتقِ... أريدك شغوفآ لي دائمآ.. أريدك أن تتحرر من عقدك .. وخجلك .. فكن كما أنت .. أريدك ..عاشقآ طائرآ ... أريدك فنانآ في رسم الكلمات والحروف بريشتك الرشيقة ....كاتبآ رومانسيآ ... مبدعآ ....متألقآ ..... مثقفآ ... دائمآ أريدك ... تحيطني بسيلِ من مشاعر دافئة ......جارفة.. حنونة اريدك .....حبيبآ عاشقآ .....لروحي ... ولحبي أريدك .....وأريدك ........رجلآ حقيقيآ كما عرفتك .......؛

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2086 الثلاثاء 10 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم