نصوص أدبية

هذا المساء / لبنى ياسين

وأرتدي ولهَ الطريق

وسأنحني

لخيولِ لونِ الشمسِ

تجتاحُ السماءْ

هذا المساءْ

ستكونُ لي

كل الأغاني السُمرِ

تحكي عن وطنْ

منذ الأزلْ

كانتْ سنابلُ قمحهِ

شعراً لرأسِ الأرض

لوناً للعسلْ

وشقائقُ النعمان

تشدو للغيوم صلاتها

شِعرَ الغزل

فَـيُبَحُّ صوتُ الناي

منْ أنَّاتهِ

ويغصُّ وردُ الشام

شوقاً عندما

تنهالُ دمعته

فيبكيهِ الجبلْ

هذا المساءْ

سألملمُ الأمطارَ

من كبدِ السماء

وأنقِّطُ القمرَ الحزين

بموطني

وسأقتفي أثرَ الظلال

الغائبات وراء سور الليل

وأبيح الغناء

هذي خطايَ

يا ابنة التاريخ تمشي

حيثُ تنسكبُ الدماء

سوقُ الحميدية

محييِ الدين

يذوي بينَ أخبارِ

الثكالى

وموكبِ الموتِ المهيبِ

وصمتِ هذا الكونِ

في وضحِ العراءْ

هذي أنا

في "النوفرة"

حيث التقيتُ الأصدقاءْ

هذا المساءْ

سيكونُ لي وطني صديقْ

ولن أطيقْ

أصواتهم يتقاتلون

يتراشقون بجرحنا ويعربدون

ألأجلِ كرسيٍ غبيٍ

مُزِّقت رئة الوطن؟!

يا للشجن!

هذا المساءْ

سيكونُ لي وطني صديقْ

ليفوحَ عطرُ الأنبياء

ولأمسح الحزن المعتقَ

عن قبور الأولياء

ولن أطيقْ

صوتاً يهزُّ جوارحي

وسع الفضاء

ولن أطيق

يداً تهزُّ اليأسَ فيَّ

لأستفيقْ

 

لبنى ياسين

كاتبة وصحفية سورية

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2102 الخميس 26 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم