نصوص أدبية

بـرازخ النــار / عبدالإله الياسري

 

وجذعاً.

أتناسى النخلَ،أو أبني بديلاً من سياجٍ أوقفصْ؛

وأسمّي نخلة ًهـذا العمودْ ."؛

جاءني النخلُ

وألقى رُطـَباً في سلـَّة الروح ِ

وأرخى ظلـَّه فوق جبيني,

ناشراً روحي لسعفٍ فاختـَهْ ؛

ثمَّ حطـَّت فوق شبّاكي عصافيرُ الجليدْ:

"لا يواسيكَ بما أنتَ مُصابٌ،

نهرُ( لورنسَ)،

ولا السروُ,

ولا سربُ النـوارسْ .

أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ. "

-2-

كلَّما قلتُ:"أُعزّي النفسَ يوماً.

أتناسى الماءَ,أو أبني بديلاً من خيوط الشَّـبَكـهْ،

وأسمّي سِكّةَ ( الِمتْرو) فراتاً،

وأسمّي دجلة ً هذا النفَقْ."؛

جاءني الماءُ،

وألقى موجة ً تحت قميصيْ

ناشرًا روحي لنهـرٍسَمَكهْ؛

ثمّ حَطّتْ فوق شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ:

"لا يواسيكَ بما أنتَ مُصابٌ،

نهرُ( لورنسَ) ،

ولا السروُ،

ولاسربُ النوارسْ.

أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ.

أرْجِع ِ الماءَ لنهرِكْ."

-3-

كلَّما حاولتُ أنْ أنشرَ روحيْ

في سماوات الجليدْ،

فوق غابات الحديدْ،

كلما حاولتُ أنْ أصنعَ من هذا الكـَـفَــنْ،

ليَ أهلاً أو وطنْ؛

صفعتني تربتي الأولى،

وقالــتْ:

"عبثاً تهربُ من عمقِ الجذورْ.

عبثاً تدفع في الثلجِ ،وحيداً،

عجلاتٍ لاتدورْ.

عبثاً تبني بديلاً.

عبثاً تبني جسورْ.

ربّما تنمو قريباً،

أو بعيــــــــــــــداً،

بذرةٌ بين القبورْ.

ربّما تدنو الطيورْ.

وهي تنأى."

ثـم حطّت فوق شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ:

"لا يواسيكَ ، بما أنتَ مُصابٌ،

نهر ( لورنسَ(،

ولا السروُ،

ولا سرب النوارسْ.

أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ.

أرْجِع ِ الماءَ لنهرِكْ.

أرْجِع ِ الظلّ لأرضِكْ."

. ..........

. ..........

. ..........

-4-

صحتُ:"آهٍ! من بلادينِ: بلادٍ لم تعُـدْ لي,

وبلادٍ لستُ منها "

وهوى الجسرُ,وشَبّتْ من حُطامي شجَرَهْ.

ثمَّ ألقـتــْـني الدماءْ,

فوق جسر الشهداءْ,

ناثراً صوتي على الطين بذورْ.

مُوصِلاً جمري لأشجارٍ جذورْ.

مُورثـَاً خطوي لطفلٍ زهرةً أو ثَمَرَهْ :

"أيّها الطفلُ الجديدْ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‌

نَجّسَتْـنا جثّـةُ الدنيا ؛فكنْ غسْلاً لماضينا،

وآتينـــا،

ومافينـا.

وكن ْربَّ الجحيـــمْ.

إنطفأنا.

إشـتعل ْعنـّا جميعاً.

أشْعِلِ النخلة َوالنهرينِ والأرضَ ،

وأرْجِعْ تمرَها، ماءَهما ،الظلَّ؛

وأرْجِعْ لعيون الناس عشتارَ،

وللأوجهِ سيماءَ البشَرْ."

ثـمَّ ذابتْ تحت شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ ؛

إذ أزاحت قبرَها أمّي ،وضَجَّتْ بالزغاريدِ صباحاً.

طفقتْ بِشْراً تُحنِّي

راحتيــها, وتُغنِّي

لنخيلِ النار ،

مـــاء النار ،

أرضِ النار ِ،

للدنيا – الحريقْ.

لإلـهٍ في الطريقْ.

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2138 الجمعة  1 / 06 / 2012)

في نصوص اليوم