نصوص أدبية

في مَـدْحِ الذي ليس فينا / يحيـى علـوان

هـذا الذئبُ الجميلُ، رمـاديُّ الفـرو، لَمّـاعُـه ..

يجثو، يُريـحُ الرأس عنـد قائمتيه، عيونُه تَلصِفُ  فـي الغَــورِ .. تدعوكَ لِتـرى

مـا خَلفهـا ..

..............................

 

هـذا، الـذي كُلَّمـا إعتلى المِنَصّـةَ شاهِـدٌ، قَطَّبَ حاجبيـه، وزاغَ نَظَـره فـي البعيـدِ ..،

وكُلّـما هَبُّتْ زَوبَعَـةٌ من رمـل الشهودِ،.. َصحـا الجَمْـرُ في عيونـه، فأغمَضَ الجُفـونَ، يُقَلِّبُ شظايا ماضيٍ صَقيـلٍ،

يتَنَصَّتُ بداخلـه لحفيفِ أَمَـلٍ لا يلبَثُ أَنْ يخبـو،

يتشمَّمُ رائحـةَ أَمسٍ وَلَّـى،

ويَحُـكُّ بمخلَبـه عُنُقَـاً أَيبَسَه عَطـَشُ البرِِيَّـةِ ...

 

يبتَسِمُ سـاخِـراً من تَأتَأَةِ الـزورِ ولَعثَمَـةِ المجـاز،

وحينَ يبكـي الجحـودَ بخَـرَسٍ الصَخـر،

يتثاءبُ فتبينُ أَضـراسـه، شـاهـدةً علـى جُبـنِ مَـنْ تَشَبَّه بالأُسـودِ ...!

...............................

...............................

 هـذا، الذي نعـرفـه، مُعَـرَّفٌ .. لَـو كـانَ نَكِـرَةً، لأختَلَفَ الأَمـرُ ..

 بـريءٌ هـوَ من دَمِ يوسُفَ ..

وهـذا القانِـيُّ، ليسَ دَمَ يوسُـفَ،

هـوَ دمُنـا المسفوحُ على قميصِ غُربَتِنـا،

غَفلَتُنـا، هـيَ الجُبَّ، الـذي رَمَتنـا في قعـره، سَمٍسَـرَةُ "مصـالِـحِ " لَـمْ

نحتَسِبْ لَهـا، يـومَ كُنّـا غُـرُراً .. نَنجـو مـنْ شَـرَكٍ، فنسقُطَ فـي فِخاخِنـا،

أَو تأخُـذنـا مَتاهةُ حـروبٍ، تَستوحِشُ " وحـدَتَهـا " فتـروحُ تَتَناسـَلُ .. !

...............................

...............................

فأغِفِـرْ لَهُـم، يا ذئبُ " لأنهُـمْ لا يَعـرفـونَ ماذا يفعَلـونْ !"

واغفِـرْ لنـا، يا ذئبُ، غَفلَتَنـا !

فأَنتَ بـريءٌ مِمّـا نحـن فيـه،

لأَنّنــا وُلِـدنـا في بُـرجِ النحس والخَسـارة !!

 

فهَـلْ تقبـلُ منّـي، يا سيدي الذيبُ، إعتـذاراً شـخصياً، لأننـي لا أنوبُ عن أحـدٍ ؟!

  

                                               يحيـى علـوان       

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2154 الأحد 17/ 06 / 2012)


في نصوص اليوم