نصوص أدبية

هكذا قالتْ الريحُ / وفاء عبد الرزاق

     يسألُني المهزومُ من فرحي

هلْ ثمةَ َفمٌ للريح ِ؟

 

تردُّ الأشباحُ :

تقبَّلي رفيقتـَكِ

وابقي ظفرَ الغيابِ

يقلِّمُهُ متى تخشَّبَ  الذهابُ

كي ترتبكَ المدينة ُ.

 

إن قلتُ للطيورِ اخرجي

تخرجُ طعنةً وجناحاً.

جناحٌ يستديرُ حولـَهُ البحرُ .. يصرخُ:

أيُّها المتعبونَ..

نحنُ بسملةُ النهارِ ِ

همُ وسادةُ الانكسار ِ

 

لماذا لا تنتهي خطواتُنا العاثرة؟

لماذا تستفحلُ الريحُ باكراً في المحطات ِ

تاركةً ً لغتـَنا المهرَ

تتعثرُ..

كنظرةٍ عابرةٍ

تختفي في الزحام ِ.

 

تستفحلُ الريحُ في حقولِ الندى

لتخنقَ الفتيَّ منَ اليقظةِ

وتستبيحَ الذاكرة َ.

 

في الفضاءِ جسدي صدىً

ليس لي ..

دمي إن عَطشَ الضوءُ،

صارَ حُلُماً للسؤال ِ:

كمْ زمناً سيمرُّ على العاشقات ِ؟

تردُّ في الأخرى:

أنا منْ سجدَ النرجسُ شغوفاً لعبادتِها

استوحت بياضَها الأقمطة ُ

وأقمحتْ جدائلَ النهار.

 

 لكنَّ الريحَ

 تستفحلُ في منتصفِ النهار ِ

تقطعُ ساعدَيْ الحلم ِ

كي لا يجمعَ المطرَ بملءِ يديه

فيحني رأسَهُ الطفلُ

لا ينظرُ إلى قطعتينِ ِ من خبز ِ الشفقةِ

خشية َ أنْ يستفحلَ الجوعُ

بينَما القارعة ُ تتصفحُ اسمَهُ في النكباتِ !

المتطفلونَ

يقرصونَ الوطنَ في خدَّيه،

يشدُّونَ أذنيهِ تأديباً.

 

منذُ أنْ اعتذرت ِ النخيلُ للأعشاشِ ِ

استفحلتْ

تلكَ الريحُ

بينـَما التي تنثرُ الخِصبَ للعابرينَ

تلتحفُ بالصدقات ِ.

أمِّي

يا شرايينَ النوافذِ

ابذري ضلعاً بكراً،

تنفسي الشهقةَ َالناصعة َ،

أقطفي ما تبقـَّى،

الأعيادُ عطري،

العشبةُ امرأة ٌ

لحياةِ المرحلة ِ.

 

خذ أوسمتـَكَ،

ابتلعْ رنَينـَها !

أيـُّها العابرُ في ريحِنا

ليسَ في صدرِكَ طفولةٌ

تُدركُ ارتعاشَ الأجنحة ِ.

 

لنْ تستفحلَ الريحُ إذاً..

أنا اللغةُ الساخنةُ

جنـَّتُها

الفكرة ُالعارضة ُ

تمردُها على السائدِ

من غاباتِ الهدوء ِ.

 

أنا اليافعةُ،

السترُ،

الفسيلة ُ،

المنجلُ الناصعُ

حينَ يغزلُ

وجهَ الماءِ لمعطفي

 

أنتَ الخشبُ العابرُ

في رقعةِ الشطرنج

هكذا ابتدأ الكلامُ

إنْ ابتدأَ،

يبقى الشعبُ آخرَ الأنبياء ِ.

 


خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)

 

في نصوص اليوم