نصوص أدبية

انفجر النصف يحمل اعباءه للرحيل / جاسم العبيدي

تحط عليها العصافير

تمد لها اذرعا

تعلمني كي اعد الخطى نحوها

وبها استجير

غير اني

انتزعت عظامي

تاركا جسدي فوق نار الهجير

رمادا تطير به الريح

فوق السعير

 

في زمان مضى

التجا البحر نحو سواحلنا

تاركا سفنا في الشواطيء

تنفض اوزارها

ذهبنا اليها نسائلها

كيف مالت بها الريح

قالت :

انني لا اجيد الجواب

لان المياه تعذبني

وان الحنين يمر بروحي اليكم

فلا تتركوني

لاني مع الموج انوي الرحيل

 

جسدي خيمة

نصفها يستريح على النصف

نصفها وطن ضاع بين الاسى والغياب

نصفها الاخر الان يبكي على حاله

ايا ايها الاهل والاقربون

انتم لها نصفها المبتلى بالنحيب

كسر الليل اضلاعها

ارتجف القلب

وانفجرالنصف

يحمل اعباءه للرحيل

 

وها نحن نركب عمق الليالي

لقد اغرقتنا الشواطي

بالامها

تحول وجه المدينة نحو المراسي

ربما كان وجهك

او ربما كان وجه المصلين

في اخر الليل

يحول عنا العذاب

فليس سواه

هنا يزفر القلب انفاسه

يمد الينا يدا للشفاعة 

تعالي الى اي درب سناخذ احلامنا

سنختار نحن الجهات

نسكب في روعها بوحنا

القصائد لن تنحني كالرقاب

لجزارها

فليس هنا غير تلك المراسي

سنبدا منها اليها

دون خوف نبادرها بالصباح

ونكشف عنها ستار الظلام

تعالي فما بوحنا المستحيل

كل حوف لنا مقصله

ستترك اجسادهم في العراء

طعمة للجوارح

نبدا من حيث نحن

هو الليل يحمل اعباءه للرحيل

ولن تنتهي الاسئلة

 

نحن لن نلتقي في الخرائب

من مثلنا يتوحد في الحلم والاخيلة

نتوحد بين العيون

لغة بين اسيجة الصمت

يتوطن فينا الحنين

نحب التقاء العيون

الشفاه

واجسادنا تتوقد تحت الانين

 

تقربت نحوك

اشدو

ارتديت السحاب

تسعر في داخلي الامنيات

المسافات تطوي براءتها

امن الصدق نخجل

ام اننا نخجل البوح

والانتماء الى بعضنا

هي من قاسمتني الاسى والالم

وقاسمتها لعنتي الحائرة

وبين يديها

وضعت مرارة روحي واسرارها

وشيدت قصرا من الرمل

لكنه انهار في اللحظة العابرة

وانا واجم بين عينيك والشمس

انتظر الاخرة 

 

حين باركني الرب

ابصرت عمق الطريق

مددت يدي باشتياق

وادركت ان الطريق اليها طويل

ومدت طفولتها والصبا في الحشا

وفي كل تلك الدروب التي علمتنا

ان نكون على الطرق العابرة

وكيف نظل صديقين

نضيء الطريق لبعض

بكل التحدي

نضيء قناديلها الساهرة

 

اتعرف اني ساقرا ماقد مضى

وانت تغيبين بين القصائد

كل يوم سابعث فيك اغترابي

دمعة حزن

تمر القصائد ساعتها

تبوح باسرارها لغة حائرة 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2235   الجمعة 5/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم