نصوص أدبية

إنَّ الصراحة َ في المواقفِ سـاميه / عطا الحاج يوسف منصور

 

والنظـرةُ العَجْـلى التي زُوِدّتُـها

                   بَصَماتُها ظهَرَتْ وكانتْ خافـيَـهْ

هي نظـرةٌ حَمَلتْ مَـغَازيَ جَـمّة ً

                   قَـلَبَتْ مـوازينَ الهوى ومَـعانِـيَهْ

فبدَتْ سـمائي بَعـدَ طـولِ تَـلَـبُدٍ

                  من سـحرِها أنّـي أراهـا صـافـيَهْ

حَتـى إذا نَشَبَ الهوى في خافقي

                    آمَـنتُ أنّـي قـد حَمَلتُ الداهــيَهْ

هي نظرةٌ وأقـولُ ذاكَ صراحة ً

               إنّ الصراحة َ في المواقفِ سـامـيهْ

كانتْ وما زالتْ تَعِنُ جِراحُها

                 وجــراحُ أيـام ِ الشــبابِ الخالـيَـهْ

قد كُنـتُ أضحَكُ حين أبصرُ عاشقاً

                   والــيومَ أبكــيه وأبكـي مآسِـــيَهْ

والحُـبُّ بعـد الاربعين بَـلِـيّـة ٌ

               حَـلّـتْ فـأنـســتنـي لَــذيـذَ العـافـيَـهْ

فإذا صَمَتُ فإنّ صَمتيَ قاتلي

               وإذا نَـطـقـتُ فَـلَسـتُ اُبـقي بـاقــيَهْ

مِـنْ مَسرحِ الحُبِّ الذي ودّعـتُهُ

               تَعـتَـادُني الـذكـرى لِأنــزَعَ ثـانـيَـهْ

تاللهِ لا أدري أكانَ مُقَدّراً

               ما حـلَّ بيْ ورياحُ عُمْـريْ سـافـيَهْ

أمْ كان سـوءُ الحَـظِ وهومُحالفي

               كيمـا يَجِـرُ على الغـريرِ عــواديَهْ

وا نـظـرةٍ نَـفَذتْ فـباتتْ لوعةً

               ودواعـي الـشهـواتِ نــارٌ ظامـيَهْ

فالحـظّ والزَمَـنُ الخـؤونُ كلاهما

             قـدْ أَكمَـلا المسعى، بلـوغي الهاويَهْ

لو كُـنتُ في عهـدِ الشبابِ قَبِلتُهُ

              لِـيَعودَ بـيْ للـبحـرِ أركـبُ طــاميَهْ

ولَكُنتُ أولَّ مَـنْ يَخوضُ غِمارَهُ

                وبـما يَحِـلُّ فـإنَّ نَفـسـيَ راضـيَهْ

عَـمْدَاً أرى قدريْ يُقِضُّ مضاجعي

               لِـيُعيـدني ويُـعـيدَ حـــالاً مـاضـيَهْ

فـإذا رأيتَ أخا هوىً في مِحنةٍ

               مثـلي وحـالاً وهـي تُـرثى دامـيَهْ

فَـكُنِ المُعـينَ على تجاوزِ ما بـهِ

               وكُنِ المُـواسيَ كي تَـشُـدَّ أواخـيَهْ

فالعاشقُ المضنى سـليبُ إرادةٍ

               أدعـى لِـمَـنْ يَحـنو بأيـدٍ آســـــيَهْ

وإذا أذاعَ مِنَ اللواعجِ بعضها

               لا تَـزْدَريهِ وكُـنْ رقـيقَ الحاشـيَهْ

ودَعِ الاقاويلَ التي لاتنتهي

               فالحُـبُّ أسـمى مـا يكونُ علانـيَهْ

وإذا سـألتَ فلا تَسَـلْ عن عاشقٍ

             سَـكَبَ الهُـمُومَ وصاغها في قـافـيَهْ

العراق / بغداد

18 / آيار / 1986

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2279   الاثنين    19/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم