نصوص أدبية

قصة ناقصة / حمودي الكناني

لابد أن يكون ذلك.... ؟

كان هذا كل ما اراد ان يستخلصه لنفسه من رحلته الطويلة الشاقة مدفوعة الثمن، عمره الممتد مذ أطلق اول صرخة بهذا الوجود حتى اللحظة التي ترك بها المكان ومشى من غير كلام آخر. إذاً سيبدأ و هكذا كان القرار. ذلك المكان الذي قرر العيش فيه كان فسيحا ومنبسطا لكنه يشكو الجفاف وشح المطر مما جعله يخلع جلباب الخضرة ويلبس الخريف رسما و روحا. كل الدلائل التي تشير الى المكان كانت تحكي قصة لا تخلو من مفاجأة من نوعا ما. الصدفة غير محسوبه.. هو يستبعد ذلك. ولديه كل اسباب الاستبعاد. المنحدرات تتعرج تضيق احيانا وأحيانا تتسع. الهضاب المترامية الاطراف نزعت عباءتها الخضراء واحكم الخريف قبضته عليها ، إغماضة العين بين الحين والحين تمنحه القدرة على تدبر ما سيؤول اليه كل الجهد الذي سيبذله من اجل بلوغ غاياته وهي كثيرة. لا وجود للمبالغة في كل ما يرى ولا حتى يراوده شك في ذلك. كل النسوة اللاتي تعود رؤيتهن يحملن كل اسباب جمع الحطب مما تنبت تلك الارض التي توغل بالقحط كن يبحثن ويبحثن، لكن ماذا سيطبخن؟ تلك معضلة إذن........ !

ليس ببعيد عنه معركة حامية الوطيس تدور، غراب يرتفع ويرتفع ثم ينقض على شاهين تبسط جناحيها وعيناها يشيران الى شئ. يحتدم القتال، ربما هناك جيفة او جرذ ضل ابناء عمومته او افعى تبحث عن جحر أو عندليب يندب حبيبته. ظل يتابع المعركة التي يحتدم أوارها مرة يكون الالتحام شديدا والزعيق يدوي في الارجاء ومرة يتلاشى كل شئ!!

في اليوم الفائت كان قد وضع في جيبه قلما وورقة ربما يحتاجهما لتدوين بعض مشاهدات ذات شأن ولم يدر في خلده ان معركة ستندلع بين كائنين يمتلكان ناصية الفضاء... لما اخرج قلمه وورقته احتار ماذا يكتب عما شاهده لكنه في النهاية كتب سؤالا واحدا يبدأ بـ (أين..........)؟؟ ومشى!!

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2287   الثلاثاء  27/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم