نصوص أدبية

الشيخُ والقصيدُ

wafaa abdulrazaghهل عليَّ أن أبقى متولدة منك

لأعبر الرنين؟

 


 

الشيخُ والقصيدُ / وفاء عبد الرزاق

 

الغيومُ معبدُ السماءِ

والمطرُ مسبحةٌ

تنهمرُ حباتُها في قلبي

لكنَّها لا تغسلُ المشاكسَ من الحزنِ

بينما القطرةُ الَّلعوبُ

ترقصُ بثوبِها الفضفاضِ

وبأصابع شيخوختي تكتبُ اسمكَ.

نحيلةٌ وباهتة أناملي

والسماءُ فوق السقفِ تنقرُ مثل عصفور

أيُّها الشيخُ الوحيدُ

المرايا المبهمة

وحدُها تستطيعُ إجابتي

وتُريني وجهَكَ

المرايا قبل أن تغادرَ فجرها

قالت لي: لن يسأمَ وحدتَهُ

خُطِّي على الورقةِ البيضاء

وكوني مثله.

إن أنا لا أعنيك

هل عليَّ أن أكون

من أجل شجرة صمَّاء قمرين؟

هل عليَّ أن أبقى متولدة منك

لأعبر الرنين؟

هل عليهم أن يصغوا لتنهداتِ الريح

بالاتجاهِّ الذي يهبُّ منه صمُتكَ

باتجاهِ الساكنِ من جبلك؟

سأعانقُ قصيدتي

وأعتمرُ تاجكَ

أنا الآن أنتَ

واقفة على جناح الضوء

أيُّها الشيخُ الجليلُ

سأسافرُ هناكَ

الى انتحابٍ مغمَّضِ العينين

إلى مرفأ الألمِ

ألكزُ الدغدغاتِ الغضَّةَ

وقبلاتِ النسيان

لأصير شفتك

سأقبِّلُهم جميعاً

أتلمَّسُ نداكَ على أزهارهم

وأشدُّهم إليّْ

هم لا يشبهون أي شيء

يشبهون كل شيء.

عطرُ مصباح

بوابة بستان

أفقٌ شهيّ

هم ارتعاشُ يقظةٍ لا تتحوَّلُ إلى ظلٍّ

وأنا

انا الشيخُ الجليلُ

الذي لا ينسى عبادَهُ المفخَّخين.

 

في نصوص اليوم