نصوص أدبية

قصتان قصيرتان

ساعة بعد ساعة، ينسحب الليل من جسمه، كل شىء مختلف وجليل، اعناب وتين، وقطرات حلوة من الظلام، ينابيع، اجساد،والريح تعزف البيانو في الحديقة الخربة،يمد النور حنجرته ثم يدور فينطفىء، ويهتف، والزجاج اضحى معتما من فكرة، نعومة ودعوات : ايها الليل،ورقة واسعة مضيئة مقطوعة من شجرة خفية تنمو وسط الدنيا . عند دورة المنعطف، الاشباح، البنت التتحول الى ركام من اوراق جافة بمجرد ان تلمسها، الغريب اليمزق قناعه بأيماءة واحدة يبقى بدون وجهه، محملقا فيك ثابتا. الراقصة التدور على طرف صرخة، من يذهب؟ من انت؟ اين انا؟ البنت الصغيرة التتقدم مثل زقزقة الطيور؟ البرج الحصين بفكرة ناقصة، مكشوف حيال السماء مثل قصيدة مشطورة الى نصفين ... لا، لا اثر للتي تنتظرها، للنائمة التي تنتظرك في ثنايا حلمها . عند دورة المنعطف تنتهي الخضرة وتبدأ الصخور، لا شىء، انك لا تكلك شيئا تقدمه للصحراء، لا قطرة ماء، ولا قطرة دم، تتقدم معصوب العينين من خلل الاروقةوالساحات العامة والازقة حيث تتآمر ثلاث نجمات رثة، يتكلم النهر بصوت خفيض، على يسارك ويمينك، خلفك وقدامك، همسات وضحكات خسيسة، الحوار الداخلي يكمن لك في كل خطوة بعلاماته التعجبية والاستفهامية، وعواطفه النبيلة، ووضوحه في منتصف قبلة وعويل طاحونة، ومستودع مرايا مهشمة، ويواصل، انت لا تملك شيئا تناجي به نفسك . في دورة المنعطف، مخلوق الفجر، عالي الصوت، متألق، يفر الجميع تحت شجرة انبلاج النهار، لما يزل ظل يقطر .تشدد قبضتيك، وتبصق غاضبا، لكن ايها الوحيد، أبتهج ! ففي يديك العاريتين تشرق شظايا قليلة مشتعلة، بقايا ليلة مقاومة، محبوبة ومألوفة في السفر

 

الشاعر

خبز وموسيقى، لبن وخمر، حب واحلام، مجانا، عناق حميم لا يصدق بين اعداء يحب احدهم الآخر، كل جرح نافورة، يشحذ الاصدقاء اسلحتهم تأهبا للحوار النهائي، حوار مدى الحياة وحتى الموت، عشاق متضافرون يقطعون الليل، اتحاد اجسام ونجوم، الانسان عدو الانسان نفسه، لا تختلف المعرفة عن الحلم، ولا يختلف الحلم عن الفعل،الشعر اشعل القصائد جميعا فجفت الكلمات ونضبت الصور، وتلاشت المسافة بين الاسم والشىء . التسمية خلق، والتصور ولادة . لكي تبدأ، امسك المعرفة، وضع نظرية ولتكن في الوقت المناسب. ادفع ثمنك وأجب عواقبك. في لحظات فراغك ارع حتى تنفجر . ثمةمراع فسيحة من اوراق الصحف، او نم كل ليلة على طاولة المقهى، اصمت، او اةىء، احلامك جد واضحة، فبك حاجة الى فلسفة قوية .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1249 الاثنين 07/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم