نصوص أدبية

مرثية إله الخِصْبِ في الصبْحِ الأسود

ibrahem kazaliوالشمس بعد مخاضها

تَلِدُ الشعاع

 


 

مرثية إله الخِصْبِ في الصبْحِ الأسود / ابراهيم الخزعلي

 

إستَيْقظَ الصُّبْحُ سوادا

ذاتَ دَهْر

والسّماءُ أطلقت صرختها

حين الأفاعي السّود

فّجَّرَت أحلامها

سُمّاً وداء

فدَنّسَ الذُؤبان

صومك والصلاة

والنجومُ العذارى الصائمات

عناقيد الرصاص تُمورها

والدم المهراق الشراب

يوسف الصديق

في الجُبِّ حيا

لكنّما الأشباح الذّئاب

والعواء خطايا

ليس براء

دجلة الثكلى

شَيّعت قمراً مضاء

الكفن الماء

والنعش الدماء

بكت الكواكب حُرقَة

وعويلها التَسْبيح رثاء

فصاح العراق مُكبِّرا

هيّا الى الجهاد

هيّا الى الجهاد

حيّا على الجهاد

وكان النّزيف

صرخة الأحرار أذان

والمُصَلّين الضحايا

عاجلاً لَبّوا النداء

والأرض محراب الدماء

سيدي...

يا إمام الثائرين

ونبي الفقراء

رهطكَ اليوم يتامى

وثلّة الأوباش،

المارقين

أبناءُ الخنى

سَفَكوا الدماء

والزنازين الحبالى

شهادة التأريخ والله

وتموز الإله

إنَّ الضّغينة الصفراء

طاعوناً تفشّى

والنفوسُ اللؤم داء

مولاي...

هي ذا القلوب

في الطرقات

والبيوتات والحارات

ينبض حبها شوقاً

والعيون الدامعات

بِكَ تحلمُ واللقاء

فالجرح لم ينْدملْ أبدا

والغياب المُرُّ يا مولاي

كأساً علقما

ويجثو الليل على الروح

وعلى القلب الفراق

الجرح لم ينْدملْ بعدُ

وروائح الدم نشيج

والسحب الدكناء حزن

والرعد شهيق القلب

وتراتيل الجراح

زفير الروح بكاء

أنّى الجرح يندملُ

والخنجر الغدّار

في الأعماق داء؟

فذا الأفاعي السود والجرذان

تنفث حقدها، والموت

والجراحات تنزف

تنزف ...

تنزف ...

والأرض مضرّجة

والسماوات دماء

فلرُبّما يوما تعود

بل انك حتماً تعود

في ساعة الصفر إلينا

وبكَ الصبحُ يشرق

والشمس بعد مخاضها

تَلِدُ الشعاع

فيغسل الضوء الجراح

فَبِنا ضاق الفضاء

وبكَ يحلو اللقاء

وبكَ يحلو اللقاء

 

في نصوص اليوم