نصوص أدبية

متى تأتينَ

waheed khayonأُصَلّي خَمْسَ مَرّاتٍ وأسْجدُ حينما تأتينْ

متى تأتينْ؟

 


 

متى تأتينَ / وحيد خيون

 

متى تأتينْ؟

يا مَنْ لا ترى أحداً سواكِ العَيْنْ

ويا مَنْ تمْلئينَ العَيْنْ

فقدْتُكِ مُنْذُ أسبوعينْ

متى تأتينْ؟

فهذا البَحْـرُ ...

هذا الشاطئُ المَغـْمورُ بالناسينْ

وهذا الماءُ لا يدري لماذا يستَجيرُ الطينْ

رأيتُ الناسَ يزدَحِمونَ مِنْ حَوْلي

سُكارى إنّـما فرِحِينْ

فمالي طولَ هذا العُمْـرِأحمِلُ دهشةَ الفُقَراءْ

وأحْمِلُ طابِعَ البُسَطاءْ

وأبدو مِثْلَ شيطانٍ أنا لكِنّني مِسْـكينْ

أنا مِسْـكينْ

أُصَـلـِّي خمْـسَ مرّاتٍ وأسْجدُ حينما تأتينْ

فلا خَمْـرٌ ولا سكْرٌ ....

ولا سيجارَة ٌ أرمي لها هَمّي ولا التدْخينْ

أنا مِسْـكينْ

وهذا الصّـوتُ أحمِلُهُ معَ الأشواقْ

وأصْرَخُها مِنَ الأعْـماقْ

وفي الأسْواقِ أصْرَخُها وفي الأنْفاقْ

صَرْخَةَ عاشِقٍ وَصَـلَتْ إلى الآفاقْ

أنا مُشْـتاقْ

لقدْ أحْبَبْتُ حدّ المَوْتْ

أُحِبُّـكِ آهِ لو تدرينْ

لـَغادَرْتِ العِراقَ ومِنْ غدٍ تأتينْ

صراخي صارَ يُوقِظُكُم ...

ويُزعِجُـكُم ...

وكنتُمْ قبلَها ناسينْ

فهلْ تقِفينَ تصطافينَ في قلبي

وهل تنسينْ؟

متى تأتينْ؟

سأصْعَـدُ بُرْجَ (إيفِـلَ) ثمّ أصْرُخُ يا عِراقُ ...

ويا بِنْتَ العِراقيينْ

متى تأتينْ؟

سأصْعَـدُ صَرْحَ هامان ٍ ...

وأهْـراماتِ فِرْعَـوْن ٍ...

وأصْـعَـدُ فوقَ سورِ الصِّينْ

كما قدْ كنتُ في العشرينْ

صَعِدْتُ جدارَ عشتارٍ

وملويَّةَ سامراءْ

وصحتُ بصوتِ موجوعٍ

متى تأتينْ؟

سأصْـرُخُ أيُّها الدّنيا ...

أنا أحْبَبْتُ مِنْ بغدادَ ...

مِنْ مائي ونَفْـسِ الطينْ

ومِنْ لغَتي ... تقاليدي ... ونفْسِ الدِّينْ

أنا أحْبَبْتُ حدَّ الْمَوْتْ ...

ولنْ أنساكِ حتى المَوْتْ

أُحِبُّكِ آهِ لو تدرينْ

أُصَلّي خَمْسَ مَرّاتٍ وأسْجدُ حينما تأتينْ

متى تأتينْ؟

 

25-5-2005 هولندا

 

 

في نصوص اليوم