نصوص أدبية

الى أمي

akeel alabodالإهداء الى أمي:

هي نخلة تأبى ان تموت،

تلك التي علمتني لغة القران وابجديات اللغة العربية.


 

 

لم تقدر كعادتها أمي ان تسال عن حالي واحوالي، فهي ممنوعة من الكلام بحسب الطبيب، لذلك لم يبق لها من السلام مساحة الا كلمة (يمه شلونك). اما شلونك هذه، فهي مدخل لأسئلة تتفرع فيها لهفة الشوق وتنبض في عروقها رائحة الحنين.

 

لذلك وبالرجوع الى سؤالها، تراني ابحر مسترسلا عند تاريخ اول تذكرة احتوتها بطاقات سفري القديم، لعلي اقدر ان استحضر عبرها اجابة تفي بشروط ذلك القدر الهائل من المحبة؛

 

انتظار يشوبه قلق وخوف، وتسكنه لحظات ترقب وحذر مضطرب، حقيبة ما زالت بصماتها تحمل قشعريرة شتاء مسافر، ومهاجر يبحث عن جواز سفر مزور، لعله يقدر ان يجتاز بندقية شرطي ينتظر لحظة الوشاية.

 

هي مقولة تحتاج الى متسع من الوقت، تلك التي عبرها دوما أتطلع الى أعمق بقعة من المشاعر، لارسم مشاهدا فارقتها منذ ربع عقد من الزمان، وأشرعة تنتظر الإبحار عند متكأ موجة بلا شاطئ.

 

ارصفة تركت خلف أسوار محطاتها بيتا وأشجارا ومحلة وأصدقاء؛ لغة تم تداولها على شاكلة قصيدة وزنها مرصع بالكلمات، وكبريائها ينبض بالغربة والتحدي، اما إحزانها فهي مشاعر مطوقة ببكاء، غصن يحتضر، لذلك عند حضرة نشيد مقفل، وجدت نفسي امام سؤال، إجابته تحتاج الى سفر طويل.

 

عقيل العبود

 

في نصوص اليوم