نصوص أدبية

المنفى والروح

akeel alabodإيتها الروح اجلسي في حضرة موتي، لنعود معا الى الحياة، اشربي من كاس حياتي، لنبقى دائماً على خط واحد، دون ان نفترق.

 

جلس صاحبي في منفاه بعيدا عن عالم دنياه، هنالك حيث أشواط تعب متراكم، راح يرسم وجودا جديدا لذاته، التي اتعبتها محطات زمن بعيد.

 

وقف عند منتصف الخط القادم من شعاع روحه صوب الأفق، الشمس لم تكن بعد قد أعلنت عن شروق فجرها الوليد، لذلك الظلمة بقيت كما ستار مسرح تسكن خلفه الأضواء.

 

عمره الان تجاوز خط الاستواء، لذلك خطواته القادمة، ستكون صوب الشمال. خطوط العرض عندئذ أذعنت لتقاطعاتها التي اتفقت وفقا لنظام الزوايا مع خطوط الطول، وبهذا اتحد العالم في نقطة واحدة، تلكم هي روحه، التي اتفقت ان تعانق أضواء الشمس على اساس مداراتها المتجهة صوب القطب الشمالي عبر ارض الجنوب.

 

المنفى إذن زاوية يصنعها الأفق عبر آفاق هذه المساحات المتقدمة من زوايا الشمس، هذه التي تراها تعانق الشروق تارة، وتغفو عند أروقة الغروب تارة اخرى، لذلك حيث يصبح للمدارين قطب واحد، يشع النهار عند اقصى نقطة من الظلام، اما الشمال فيبقى ممتدا هكذا، ليعانق جذور شجرة تعود في موتها الى سلالة لم تعلن الحياة عنها بعد.

 

عقيل العبود

 

في نصوص اليوم