نصوص أدبية

ذِكــراكِ مِـثـلُ غــمامـةٍ

ata mansourوأراكِ في الذِكرى كما

أنتِ نـواعــيرَ اكـتِـئابـي

 


 

ذِكــراكِ مِـثـلُ غــمامـةٍ  / عطا الحاج يوسف منصور

 

مِـنْ أيـنَ أبـدأ بـالـخـطابِ

لِـحَـبـيـبـتي وأقـولُ مـا بِـيْ

 

من يـومِ توقيعِ الهـوى

لكــتابـنا والـزنــدُ كـــابـي

 

لو كان ينفعُها العتابُ

قضيتُ عُـمْري بالـعـتـابِ

 

فـعَلامَ اُتـعِبُ خــافقي

وأعــودُ مُـحتـسـياً شــرابي

 

كـيما أعيـشُ وغُــربتي

وهـماً وفي ألـمي أُحـابـي

 

ولـهـا أقـولُ صـراحـةً

والصـدقُ أبــلغُ بـالـجـوابِ

 

لا أنـتِ فـعـلُ وصـالِهـا

خَـمـرٌ لِـتَـرحَلَ في عـذابي

 

لا أنـتِ جَمـرةُ مـوقـدي

لا أنــتِ مِــفــتــاحٌ لِـبـابي

 

لا أنـتِ لَـعْـنَـتيَ الـتي

كُــتُـبَـتْ فــأجـعُـلها ركـابي

 

لا أدري كـيفَ سَـيـنـتهي

أمري بـتـصفيةِ الحـسابِ

 

الـحُـبُّ يَـسـلِـبـني الـقِوى

لِأعيـشَ في ظمأِ الـسرابِ

 

ذِكـراكِ مـثلُ غـمـامةٍ

هَطَـلَتْ على مُـدنٍ خـرابِ

 

وَسْــمِـيّها في خاطري

وقعُ الحرابِ على الحِرابِ

 

ما زِلـتُ أذكـرُ والمُنى

رحـلي وراحـلـتي شــبـابي

 

أتَقَصّـدُ الصعبَ المنيعَ

لِأمـتـطي ظـهـرَ الـسـحَابِ

 

هــو هـكـذا طـبعي إذاً

والحَظ أنحَـسُ مِنْ غُـرابِ

 

مُـتـناقضانِ تَحالـفـا

لِـيُعـاضدا زمني الـمُرابي

 

يا أنتِ يا نَهرَ الجوى

حَركتِ شـوقي لِآغتصابي

 

وجَعَلتِ مِـنهُ الـديدُبانَ

يُـديـمُ سَـلـبي واحـترابـي

 

وأراكِ في الذِكرى كما

أنتِ نـواعــيرَ اكـتِـئابـي

 

فإذا تـناســيتِ خذي

مِنْ عاشقٍ فصلَ الخِطابِ

 

لِـيكونَ قوليَ حُـجّةً

وعلـيهِ  أجري أو عِـقابي

 

يا أنتِ يا إسـماً غـدا

وَجَـعاً تَـسـلّـلَ في غِـيابي

 

يَعـتادُنيْ مِـنهُ الكثيرُ

فهَلْ عَـلِمتِ مَدى مُصابي

 

الدنمارك / كوبنهاجن       

الاربعاء في 9 / كانون ثاني / 2015  

 

في نصوص اليوم