نصوص أدبية

سِـرّاً تـسـللـتُ مُشـتاقـاً لِـمخدعها

ata mansourلَـمّا تَغـنـيـتُ والايــامُ شـاهـدةٌ

باسـمِ العـراقِ قبضتُ الاجرَ تهوينا

 


 

سِـرّاً تـسـللـتُ مُشـتاقـاً لِـمخدعها / عطا الحاج يوسف منصور

 

تـباركَ اللهُ مَـنْ سَــمّاكِ بـرلـيـنا

أرادَ بِـــــرّكِ بـالـعُـشّــــاقِ والـلـيـنـا

 

يا بنتَ هاروتَ هذا الـسحرُ يأسِـرُني

فهَلْ يَـرى عنـدكِ العُـشـاقُ تَـطميـنـا

 

كـذاكَ ماروتُ قـدْ أعطاكِ صنعـتَهُ

فـزِدتِ في الحُـسنِ حُـسنَ اللهِ تَـزينـا

 

أنا وحَـقِّ الهوى مَـنْ عاشَ في حُلُمٍ

ومَـنْ يَـراكِ فـفوقَ الـوصفِ تُـبـدينـا

 

شِـفاهُـكِ الـوردُ رغمَ الحَظرِ أرشِـفُها

حتّى ولـو كانَ حامي الـوردِ تِـنـيـنـا

 

سِـرّاً تَـسـللتُ مُـشــتاقـاً لِـمَخـدعِـها

كـيما أشِــمَ عَـبـيـرَ الـوردِ تَـســكيـنا

 

بـهِ تـنـفسـتُ ضوعَ الـحُبِّ ذا قـدري

فـكانَ ما كانَ وهـو الـسـحرُ يُـغـويـنا

 

لها تَـغنيتُ إذْ غَـنيـتُها طَـربـاً

لا ضـامكِ الـدهرُ مـا يؤذيـكِ يؤذينـا

 

لا مَيَّ  بـعـدكِ لا الاطـلالُ أذكرُها

أيامُها الـسودُ ذكرى البؤسِ تُـشـجينا

 

أطلالُـها الصُـمُ غُـربـاناً اُطالِـعُها

ولا أرى مـسـرحَ الآرامِ يَـعـنـيـنا

 

مضى الزمانُ فلا عـادتْ مواجعُـهُ

حسبي بـبرلينَ عَـمّا فــاتَ تُـغـنـيـنا

 

ولا تَـلُمْني وقَـدرْ يا أخا ثِـقـتي

حُـبّاً عـزيزاً وحُـبّاً عاشَ مِـسكينا

 

يكفي إذا قُـلتُ في مَنْ فيه عاتبني

أنّـي وجـدتُ بـهِ صـدقَ المُـحِبينا

 

ردحاً تَغنيتُ في بغدادَ مِنْ عُمُري

حُـبّاً تَـبـيّـنَ فيـما بـعـدُ غِـسـلـيـنا

 

على يـدِ القومِ مِمَنْ كُنتُ أعرفَهُم

ومَـنْ أتى بعـدهم زادوا بها طينا

 

وأصبحَ الحالُ أنّي صِرتُ في خبَرٍ

لحـناً يُـقَـيـمُـهُ الـجُـهـالُ مَـركــونـا

 

كأنّما الحُبُّ يا بغـدادَ مـقـبرةٌ

للعاشـقينَ ويـبـقى الـحبُّ مَلَـعـونـا

 

عـندَ الجُـفاةِ وأهلِ الـنصبِ في وطنٍ

يحيا المُحِبُ بـهِ مـا عاشَ مَغـبونا

 

لا يعرفُ العاشقُ المضنى به سـكناً

غَـيرَ الهوانِ ويبقى فيهِ مَسـجونا

 

لَـمّا تَغـنـيـتُ والايــامُ شـاهـدةٌ

باسـمِ العـراقِ قبضتُ الاجرَ تهوينا

 

فلا ثـوابُ ولا حظٌ لـعـاشِـقهِ

أمّـا اللصـوصُ فـبالتـقديرِ يَـحظونا

 

ومَنْ يَـلُـمني على حُبي لِتفاتنتي

أقـولُ مـا الحـبُّ إلّا كـانَ بـرلـيـنـا

 

الدنمارك / كوبنهاجن     

السبت في 13 شباط 2016

 

في نصوص اليوم