نصوص أدبية

ظلُّها

fatimaalzahraa bolaaras وتعود الرياح تخلخل من جديد كياني الهش والذي جعلته كذلك منذ التقينا ذات قدر...

حياتي تتسابق فيها الظلال ....خلفي.... وأمامي.... يمينا....ويسارا....

وأنا حيرى أيها أستطيع القبض عليه ؟؟؟

وهل من مجال للقبض على الظلال؟

إنها هنا  أمامي أراها بوضوح وهي تجسّد حقيقة ما... في مكان ما... لكن من يصدق أنني وحدي أراها؟

أسقمني ظِلّها في عينيك... في شفتيك... في سهومك وشرودك في إهمالك.....

أسقمني ظلها في اليأس الذي يطبع أيامنا...وليالينا

مُرةٌ هي أيامي وقد صبغتها الهواجس والهواجس...

هواجس اجتهدتَ أن تجعلني أغلق عليها ضلوعي... لكنك لم تفعل أدنى شئ كي تقتلع  صورة (الحقيقة) التي تتجسد ظلا أمامي.....؟؟؟

أسقمني ظلها يستلقي بيننا وأنت تدير لي ظهرك وتحتضنه في أحلامك.....

أسقمني ظلها وأنت تتعطر من تلك القارورة التي جاءتك هدية منها.....

لم تعد صورتها تشغلك وحدك... أنا أيضا أصبحت منبهرة بها... وبقدرتها على حبسك رهن إشارتها....

أكانت جميلة....؟؟

كنتُ سلّمت أمري لخالق الجمال.... لكن العين تأنف من النظر إليها.... والقلب ايضا.....

أبدع الخالق في تجسيد صورة للقبح والنشاز واللاجمال في خِلقتها......

أكانت غنية.....؟؟

 بلى بل ذات مترية وعار تستدني من العادات خُشاشها ومن الطباع أخسَّها كي تحصل عليه... وأنتَ كنت أحد مصادرها بما في يدك من عسل السلطة ... ومع ذلك فأنا أسال ما الذي أغراك بها؟ وأنت تغري؟ وكم وددتُ أن أعرف سر الظل وأدفع ثمن ذلك عمري......

يا من جعلتَ ظلها يسخر مني... يركبني ويدفع بي إلى حافة الجنون والانهيار.....

يا من جعلتَ ظلها يقضّ مضجعي ويجعلني أهذي وبيني وبينها صمتك.... وظلها....

مُرةٌ هي أيامي منذ صبغها ظلها بالسقم.....وأسدل عليها ستارا من عدم

علقمُ هي أحلامي منذ احتلها ظلها بالكوابيس

يا أسقاما كنت وكان ظلها

أسقمتني حين جعلتني أصارع ظلها... وأدفق قوتي كلها في عِصيّ تنهال على الريح....

أسقمتني حين وجدتك تلتوي (كما ظلها) وتبتسمُ تلك الابتسامة الساخرة التي لا تشبه سوى المرارة والمرارة.....

أسقمتني حين وضعتَني في صراع مع( الخيال) وأنت تضحك من جنوني باستهتار

يشهد الله أني لست على ضلال لولا (ظلها)

يشهد الله أني لم أخلقه من العدم (ظلها)

تشهد الملائكة أنه عن يميني مقيم وعن شمالي

يشهد الناس أني(أسقاما) أعبّ أسقاما أعيش أسقاما أشهق وأزفر ويشهدون أن العمر ضاع في أوهام جعل منها ظلها حقيقة قاتلة.....

يا قدرا كنتَ وكان (ظلها)

أجهزتَ على مشاعري وأنا أراك تلتف حول أخيلتها الكثيرة ......

خيوط هي ظلالها تتشابك بيننا وتلتوي وتجعلك لست أنت ولا تمت لنفسك بصلة...

تجتهد في البحث عن ألفاظ صِدْقٍ تكذّبك بنظرة منك ونظرة مني تلتمس أعذارا سرعان ما تذوب كخيوط العنكبوت.....يتلفها ظلها العنيد....

مالك أنت والكذب....؟ مالك أنت والأعذار...؟ وظلها يقول كل الحقائق

حقيقتي...... حقيقتك.....  حقيقتها.......

وهل للظل وجود لولا الأصل والصورة

قُل إنها التوَت عليكْ كما التوى عليّ ظلها.....

قل أن خيوطه سلاسل تؤذيك وتؤذيني لكنك لا تستطيع فكاكا ولا أنا

قل أنها اقوى وأننا أنا وأنت لا نستطيع إفلاتا لا من الظل ولا من الصورة

قل أنك من ضعفي قويتَ ومن قوة ظلها ضعفتَ حتى لا تكاد تطهر أو تبين

قل أنك كما الجميع تنزوي  حيث النزوات وأنك تستكين حيث يريد أمثالها

وسأقول أيضا

سأقول

أنني أخطأتُ حين رميتُ كل أسلحتي أمامك واعتقدتُ أن الحُب وحده يكفي لخوض غمار الحياة

أخطأت حين غُصْتُ في الكتمان وفي الحرمان....فتلبسني ظلها

ولا زلت أخطئ وأنا أُعلي لك في نفسي منارة وأحلم أن تهتدي إليها حتى لو كان ظلها هو من يقودك وربما يقودني أنا أيضا

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في نصوص اليوم