نصوص أدبية

حياة شاحبة

adil merdanبينما يخبُّ الزمانُ عَجولاً

تتساقطُ الأجسادُ في الفراغ

 


 

حياة شاحبة / عادل مردان

 

تتوافدُ الفضائياتُ

إلى

قبرِ

العندليب

البقاءُ للكمان

البقاءُ للناي

كفاكم نَحيباً

ستبدأ الوتريّةُ الثالثة

تعزفها الرياحُ الخفيفة

***

سنواتٌ مرعبةٌ

تنامُ على قرنِ ثور

إذ  يطيلُ النظرَ في الروزنامة

يكتبُ المستشرفُ وصيته

:

القصيدةُ الفاتنة

رفيقةُ دربي

لكنّي أرتعدُ

من رجالِ الفضائيات

....

لا تفتحْ فمك هكذا

كالمعتوه

الكلمةُ كلمتي

أنا من يرددُ

:

التشرّدُ في فضاءِ الحجرة

نوعٌ

من

الرجاء

***

شعورُ الغفلةِ هذا

يجعلنا أكثرَ إطمئناناً

نحنُ بسطاءٌ جداً

نذهبُ إلى أيِّ مكان

ولا نبالي

لأنّ بناطيلنا

تمنعها من الهربِ

إلى السماء

أحزمةٌ غيرَ ناسفة

***

أيّها المستغني

عن كنوزِ الشارعِ العام

خلايا نائمةٌ

في جسدِ الحبّ

أيّها المستغني

عن اصطحابِ (دَجلة)

إلى المتنزّه

خلايا نائمةٌ

في جسد الحياة

***

العتاةُ

وضعوني هنا

العبوةُ الناسفةُ تبكي

أنا عمياء

صماء

وبريئةٌ منهم

***

تَحوّلْ إلى الشرود

النسيانُ لا يكفي

بينما يخبُّ الزمانُ عَجولاً

تتساقطُ الأجسادُ في الفراغ

إذ يعقدُ الهواء

أوقاته مع التشظي

***

إنّهُ الخذلان الذي لا نحبذه

حينَ يتفاقمُ الشعورُ

حدَّ خوفِك من المدينة

مدينةِ صِباك التي تُحب

أمسِ كتبتَ سطورا

تغالبُ التِيه

: بعد أنْ أمطروها باليورانيوم

الأنهارُ تنحسر

الشوارعُ تضيق

المدينةُ تلتفُ

وتلتفُ على نفسها

حتى صارتْ قوقعة

***

أغلبُ الأحيان

يرافقهُ التحسّر

لا حظوةَ ولاجاه

بعدها

يبدو خفيفاً

خالي الوفاض

لم يكنْ عبداً لإحد

أو سيداً على أحد

ذلك أثمنُ شئ

إذ تترفعُ الروحُ غريبةً

عن الغنائم

***

فرصةٌ لا تعوّض

فرصةٌ سانحةٌ للتأمل

آ...ه

على شفيرِ الهاوية

أتعثرُ بتراثِ القتل

***

بعد حروبٍ طاحنة

تتنزّهُ الأوجاعُ في الأزقة

تغالبُ نفسكَ بالكاد

فليكنْ يا مرابطاً

بلا رغبةٍ هنا

فليكنْ

لأنَّ الحياةَ تشردُ

من الكهوفِ إلى الضوء

***

هل كانَ في البدايات؟

الأرضُ غنّاء

السماءُ عميقة

البلادُ قصيدة

القلبُ أبله

ليتَ الزمن يتوقف

***

أسمعوا

هذي الحكاية المشرقيّة

:

صاحبُ الحزامِ الناسف

ما أنْ حلَّ الظلامُ فجاءة

لم يجدْ بشراً يصطادهم

أخذتهُ أفكارهُ

إلى مكبِّ النفايات

حيثُ تضطجعُ الكلابُ السائبة

***

الشريدةُ التي تصرخُ

في وجوهِ المارة

تحملُ بُقجةَ أسمالها

بلقطةٍ مُوحِية

تسألُ الأفقَ بعنف

: أنتَ أيّها المتشكك

بعدَ المغيب

هل تُجرجرُ أذيالك

إلى مقبرة؟

***

أحفظُ من صباي

تهويدةً عن الجسد

تمرُّ الأيامُ كلمحةِ عين

جدي

يا جدي

يا من حَظيتَ بحياةٍ أبديّة

بحقِ إبنتك البقرة المقدسة

دُلّني

على عُشبةِ الخلود

***

التلفازُ جالبُ الضجيج

مانعُ الإنسياب

قاطعُ السكينة

عندما تسكبُ المياهَ المالحةَ

على التلفاز

يعّمُ الهدوءُ في المملكة

ينشرحُ المزاجُ

ثُمَ

يجئُ الشعرُ مهرولاً

***

هو لا يخذلكم ولا يخذلُ نفسه

إنّه أشعرُ الشعراء

ذلك الطائرُ الذي

يحلّقُ بربعِ جناح

***

ما يزالُ في جعبتي المزيد

كأنّهُ أول صبح

يشهدهُ الجَنوب

حينَ بدأ اللفظُ

يعتادهُ اللسان

شكو ماكو

هل ستذهب إلى (بيت الألواح)؟

هل تحبُ أبجديةَ أسلافك؟

زمجرتْ كاهنةُ المعبد

ما هذه الضجة

شكو ماكو؟

***

هنا

في كراسةِ الجنون

سأختصرُ فداحةَ ما يحدث

نشاطٌ دائبٌ

بِرقّةٍ لا تنتهي

ما أنْ يتركنا سِيركُ النهار

حتى يأخذنا سِيركُ الليل

بأشباحه

سَنوقعُ على يومٍ فائت

منْ نحنُ؟

ورثةُ الأرض

المهرجونَ الصغار

 

العراق – البصرة القديمة

 

في نصوص اليوم