نصوص أدبية

عادل مردان: رفرفات من المشرق

adil merdanفي المكانِ الذي يضيقُ بنا

أرتقي ضَجِراً

 


 

رفرفات من المشرق / عادل مردان

 

طائر الشرق منشداً

أكثرُ الأحيان ينقّحُ ديوانَه البِكر

بزيِّ الرعاة يخرجُ الى الجمهرة

قارئاً من حسهِ عن الإعصار

يدندنُ مع اللازمة

حيثُ تنطلقُ الفراشات

 لستُ جِلفاً

لستُ نقّارَ خشب

ما أنا إلا غرّيدٌ فاتحُ اللون

أتوجهُ الى غدير

إنني صوتٌ يُعتقُ في البريّة

ما أدهشني

ريشهُ المنفوش طيلة الإلقاء

عندما أضحكني مقطعٌ

عن ربيعِ الكوارث

 

المرفرفة

إستيقظت ُ رائقَ المزاج

وكأنّي فراشةٌ على غصن

عيوني مركّبة

قرونُ الإستشعار فائقةُ التحسس

سعيدة ٌ جدا ً

وأنا أتمتع ُ في دوحةِ النخل

لقد تخلصت ُ تماما ً

من

القيلِ والقال

موازنةِ الحياةِ اليومية

كتابةِ المطوّلاتِ المملّة

صارتْ لي أبجديةٌ أخرى

هسهساتٌ لا تزعجُ أحدا ً

تشرح ُ لنا فراشةٌ شاعرة

: الجميع ُ هنا يكتفي بالنسيم

القلقُ

مايزالُ

في

عالمي

يا ابنة أمي المرفرفة

ماذا

لو داهمتني

قصيدةُ الليل

 

مشهدٌ على الطريق

بين أيدي ثلاثةِ قرويين

العجلُ الفتيُّ يرفرفُ

ظهيرةٌ غائمة

والنجومُ التي تُشيّعُ المشهد

ما تزالُ غيرَ مرئية

هكذا أحاطوه بغتةً

هو الذي لايريد ُ

أنْ يجودَ بنفسه

بين الأيدي الخشنة

العجلُ الفتيُّ

يرفرفُ

يرفرفُ

حتى

أغمي

عليه

 

بعيداً عن الأرض

في المكانِ الذي يضيقُ بنا

أرتقي ضَجِراً

أخططُ وجه الزمن ِعلى الإمتداد

لاأدري

لكنّْ

أحياناً أشردُ مع الريح

يهمسُ النهرُ ولا ألتفتُ إليه

هل تراني سابحاً في النسيم ؟

بارداً في أبجده المنتشي

ليتكَ تأتي معي

على إرتفاعٍ ما

عصافيرُ على جسدي الهش

سَموّتُ مع المناقير

: إطمئنْ

يصيح البلشون بجناحين عظيمين

أنا معك

كلّما إرتفعنا

في الممرات الباردة

ثمةَ مهاجرونَ جدد

من قيامةِ المشرق

 

عادل مردان

شاعر عر اقي تولد البصرة 1955

يعمل مدرس كيمياء في التعليم الثانوي

له :

1- فضاءات شرقية - دار ألواح – مدريد – أسبانيا 1999

2- عزلة من زمرد (مجموعة مشتركة) البصرة 2005

3- من لاتحضره السكينة- البصرة 2006

4- إنشاد حامل الجمر – دار أزمنة – عمان - الأردن 2008

5- دائماً في صباح العالم- دار تموز – دمشق 2012     

 

في نصوص اليوم