نصوص أدبية

لطيف القصاب: طوفان المسير..

MM80ليس العراقيُّ مَنْ يُغري بصاحبهِ

دعْ عنكَ هذا الذي يلغو به الملأُ..

 


 

طوفان المسير.. / لطيف القصاب

مِلحُ ا

لعراقيِّ لا مِلحٌ يعادِلُهُ..

زادُ العراقيِّ طَعْمٌ مالهُ كُفُءُ ..

كلُّ الحصاراتِ لم تُعجفْ موائدَهم

ماتوا وما جاعَ أضيافٌ وما ظَمِئوا...

من هذه الخَلْطةِ العلياءِ طينتهُم:-

الموتُ في حبِّ أهل البيتِ لا الحَمَأُ...

منذ الحسينِ ووعدُ الحرِّ بصمتُهمْ

كانوا كذلكَ مُذْ كانوا وما فَتِئوا...

هل أخطأوا ربَّما لا ..ربما قدرٌ

أمرُ الإله قضى أن يَجْريَ الخَطَأُ..

ليس العراقيُّ مَنْ يُغري بصاحبهِ

دعْ عنكَ هذا الذي يلغو به الملأُ..

أقوالُهم مثلُ كلِّ الزيفِ مِحْبَرةٌ

حُبلى بماءِ الهوى، أَعمى بها النبأُ...

ما الحقُّ في دينهم إلا متاجرةٌ

إن يربحوا آمنوا.. إن يخسَروا صَبَأوا..

تأريخهم غَبَشٌ أقلامه إبَرٌ

وكل عينٍ تحُدُّ الطرفَ تنفقئُ..

أنَّى نظرتَ إليهِ.. تكتوِ ألَمَاً

وجهُ الحقيقةِ يا للهِ مُنكفئُ...

عدّوا العراقيّ ديَّاناً بفلسفةٍ

الغدرُ غايتُها والغدرُ مُبتَدأُ..

حاكوا الخيالَ رواياتٍ ملفقةً

ساقوا الدليلَ سِجالاً جِدُهُ الهُزُؤُ..

آراؤهم في العراقيين قيحُ دَمٍ

ضَرْبٌ من الخبرِ المرذول مُجْتَزأُ...

ليس العراقيّ من يُزرى بذمتهِ

حاشا وألفُ معاذَ الله ما اجترأوا..

سبيلُ معرفةِ الإنسانِ واقعهُ

لا سرَّ في عالمِ المرآة يختبئُ...

حدّق بهم ستراهم في الحشودِ دَمَاً

يُلقى فتُجلى به الأدرانُ والصَّدأُ..

هم هكذا من قديم الدهرِ ما اختلفوا

سبحانَ بارئهم هم هكذا بُرِئوا:-

في الحب أغنيةٌ والقلبُ منكسرٌ

يشكونَ شوقاً وأوجاعاً بها رُزِئوا

في الحرب  ملحمةٌ والقلبُ مُصْطَبِرٌ

أقوى من الصخر، ما هانوا ولا اهتُرِئوا

جاؤوا كمثلِ ربيع الأرضِ زينتُهم

وشمُ الحسينِ على السيماءِ يتكئُ..

راموا الإخاءَ فلم تُقبَلْ أُخوَّتُهم..

ردّوا الإساءةَ بالإحسان فازدُرِئوا...

لم يَقعُدوا خَوَرَاً.. لم يَنهضوا بَطَرَاً

جاؤوا إلى القومِ بعد الحربِ، ما ابتدأوا...

جاؤوا عُراةً وقلبٌ في جوانحهمْ

يعدو إلى الموت بالأشواق مُمْتَلِئُ..

جاؤوا كمثل رياح اللهِ عاتيةً

لم يقرأوا رَجَزاً لكنهم قرأوا:-

لا عاصمَ اليومَ فالطوفانُ أرجُلُنا

والداعشيونَ دِيسوا أينما التجأوا ...

 

في نصوص اليوم