نصوص أدبية

عادل مردان: بؤس فون

adil merdanكلُّ يومٍ يأزفُ الموعد

فأعودُ خائباً تحت أزيزِ الومضات

 


 

بؤس فون / عادل مردان

 

الورقة الأولى:

طرقٌ شائقةٌ

لإقتناصِ سكينةٍ ما

على الدكّةِ فرائصي ترتجف

ربّما يأتي مَن يحملُ كلماتِ الإطمئنان

كلُّ يومٍ يأزفُ الموعد

فأعودُ خائباً تحت أزيزِ الومضات

إذ أهالوا الوردَ

على صنمِ الكاميرا

أنامُ وَجِلاً على أملِ اللُقيا

ممدداً فوق سريرِ الإستشراف

:

أرجوك لقطةً بالغليون

وعلى رأسكَ الشوك

الوحولُ آتيةٌ

المجدُ يلبسُ أحذيةَ المطاط

تباً للأصنام

لم تهبطْ سكينتي بعد

 

الورقة الثانية:

بواقيةِ السوَفانِ البيضاء

أحكي عن مدينةٍ بَلقع

رجالُها يرتدونَ التزمّتَ فَرحين

حيثُ المزابلُ تفتحُ أفخاذَها

للمزيّنةِ سواعِدهم بالعقارب

حينَ يتمُّ السحاقُ الضوئّي

تولدُ مزابلُ أخرى

كيفَ أُوجزُ محنةَ السَوَفان ؟

والرقبةُ فتيةٌ حاملُها لا يؤمنُ بالإستحواذ

خمسَ مراتٍ الى اليمينِ ومثلها الى اليسار

وتدورُ الرقبةُ المبتلاةُ بالأماني

لو أستطيعُ إبدالَها

لتركتها على جسر .

 

الورقة الثالثة:

على ملّةِ المتسامحِ

الذي يلتذُّ برحيقِ دينهِ

إذا إفتقدَ خمرتهُ المفضّلة

في ذكرى جُببِ الفتح الجديد

خَجلاً من إلهِ الخمرِ الذي ينتظر

مخبولاً في ( بلدتي القديمة )

أخبُّ من (عشّارِ) السماسرة الى (روضةِ الشموع)

بعدها أقفُ مَزكوماً أمامَ الورشة

هكذا تُفصحُ النشرةُ الضوئيّة

خدماتُ

الأيمانِ

للتبريد

ثمَ يغمزُ الميكانيكيُّ المختص

:

صنفٌ بابليٌّ معتّق

لشيوخِ التأملِ فقط

 

الورقة الرابعة:

صومعةٌ باذخةٌ

في غرفةٍ إنسكلوبيديّةِ المزاج

حزينةٌ لكنّها تقنع

إذا تشبّثَ في قلبها الضجر

راحتْ تُغني

ما الذي جاءَ؟

ما الذي ذهب؟

تُخلبُها الأصائلُ وإنسراحةُ الفجر

حينَ تتوهجُ

ينفتحُ شُباكها على دَجلات

إنسكلوبيديّةُ المزاج تجلسُ الى المنضدة

إنّها ترغبُ بالمضي بعيداً

لذلك تُغني وحيدةً

ما الذي جاءَ؟

ما الذي ذهب؟

 

الورقة الخامس:

الساسةُ لا يحفلونَ بالجمالِ التكعيبيّ

لإنَّ التقليدَ يُهرولُ في عروقِهم

متطلعونَ عرفوها فجأةً

فإجتهدوا في طلاءِ دهاليزِها

يصيحُ بهم الجمالُ التكعيبيّ

نشاطُكم لا يعني شيئاً

دونَ أنْ تتفهّموا نظرتي الصاعقة

هلمّوا الى السلالمِ

فالأهوالُ تطلُّ من الشُرف

الأنجعُ هو تعلمُ المُمكنِ

من فضائلِ التكعيبييّن

 

الورقة السادسة:

الإدّعاءُ بِلا عَجيزةٍ

تسندُ ظهرهُ الطائفيّ

صدفةً إختارتني الأقدارُ

بائعَ خواتم في المهرجان

خواتيمُ باهرةٌ حَشوتُ بها أصابعي

مرصعةٌ بالحجرِ الكريم

تلهثُ ألوانها الزاهية

تمنيتُ يا وافدينَ

بسوفانِ رِقابنا الى الجلسة

أن تُزينوا  أصابِعكم الرقيقةَ

بحجارتي المُباركة

الأخضرُ خاتمُ الخواتيم

تكنوقراط بصنعِ المجوهراتِ من الطين

في الخُنصرِ يتلألأُ عَفيفاً

 

الورقة السابعة:

الفضاءُ يعتمُ ويضيقُ برعب

سيقطعُنا الوقت

: لا عليكَ عجّلْ بالحتف

ها أنا أستنفذُ و لا تأتي كلمة

البؤسُ (ما يسترو) عيشِنا

يملأُ الجهاتِ ضَجيجاً

إذ ترفرفُ الغربانُ على أكتافهِ

يزدهرُ في شوارعِ الخوف

حيثُ الصدفُ القاتلة

فون

إخترْ (نقّالكَ) الذي يُجددك

في ( جحيمِ الآخرين )

فون

فون

تكيّفْ في دنيا الإتصالاتِ معَ الأشباح

فون

فون

بؤس فون فخرُ النقّالاتِ المحمولة

 

 * شاعر عراقي من البصرة

                                        

في نصوص اليوم