نصوص أدبية

تَوَجُّس

إستيقظ صباحا كعادته، فرآها ليست كما هي، كانت تتأمل، مع حزن شفيف يشوبها، فيما الغيوم المدلهمة  تحجب السماء تماما، إلاّ فسحة صغيرة  تخللت  منها الشمس لتبعث رسالة حب صباحية  اليها، وهي تركن في زاوية  من النافذة .

شيئا فشيئا راح يدنو منها، وقبل أن ينحني ليشم عطرها، إمتدّ قلبه من بين أضلعه اليها ليدرك كنه كآبتها، فاستشف  خلجاتها، تقول له، ان عالم غربتك الضيّق الذي يعدّ أنفاسك، كالأناء الذي أنا  صُلبْتُ به، معزولة عن عالمي الذي ولدتُ فيه، النهر والشجر والفراشات والفضاء الرّحب، بينما  هو يصغي الى هسيس احاسيسها، وإذا بصوت  ينطلق من داخل القفص المعلق على الجدار  قائلا : وأنا كذلك . وساد التأمل جو الغرفة!

 

الدكتور ابراهيم الخزعلي - موسكو

2.02.2017

في نصوص اليوم