نصوص أدبية
يا رَمْية الله
يا رميةَ اللهِ هُدّي كلّ منحرفٍ
طغى و أمعنَ في الإفسادِ جَبّارا
يا رَمْية الله / حسين يوسف الزويد
عَشرٌ و أربعُ كان الحزنُ تيارا
و ديمةٌ دَمُنا قد أينعتْ نارا
أقولُ و الدمعُ لا ما انفكَّ مدرارا
يهمي و بينَ ضلوعي صارَ إعصارا
أبكيكَ يا وطناً طافتْ مكارمُهُ
على الجميعِ فكان الأهلَ و الجارا
أبكي عراقَ الأُلى أمجادُهُمْ نسجَتْ
سترَ العذارى فلا ذلتْ ولا انهارا
تعاورتْهُ أيادٍ كلُّها مَلقٌ
و زادهَا حقدُها في الغيَّ إصرارا
سطوا عليهِ و بسم الدين قد زعموا
ليحرقوا حرثَهُ و النسلَ و الدارا
و اثقلوهُ جراحاً كان أخطرُها
أنْ سلّموا أمرَهُ مَنْ كان سمسارا
هُمُ الأراذلَ مِن سقْط المتاع هُمُ
من المروءةِ لا يأتونَ مقدارا
رسولُنا قد أتى للناس مرحمةً
يُسْراً و صَفْحاً ولا في الدين إجبارا
نبيُنا الهاديُ المحمودُ قدوتُنا
أفشى السلامَ ، سعى في الأرض إعمارا
و قالها و الهوى - لا - ليسَ منطقُهُ
و إنما هُوَ وحيٌ جاءَ إقرارا
لا تُشركوا بالذي للكون فاطرُهُ
ولا تَجرّوا على ذي الناس أضرارا
وما عداهُ فإن اللهَ يَغفرُهُ
وعداً عليهِ و كان اللهُّ غَفّارا
و بَيّنَ الرشدَ للعافينَ شرعَتَهُ
و أوضحَ الغيَّ ، خُذْ ما شِئتَ معيارا
كتابُنا واضحٌ و الحقُّ منهجُهُ
ما خابَ مغترفٌ منه ولا احتارا
حتى أتَتْ هذهِ الأجلافُ ديدنُها
مكرٌ و خُبثٌ و حِقدٌ أوقدَ النارا
هالتْ علينا من الإرجافِ ألسِنَةً
قُذْراً حِداداً سليطاتٍ و هُذّارا (١)
أشِحَّةً مالها في الخير من غَرَضٍ
أعمالُها أُحْبطَتْ قولاً و إخبارا (٢)
عمائمٌ كُلُّها زيفٌ و تفرقةٌ
سوداً و بيضاً سعتْ إفكاً و إنكارا
و في لحاها يغورُ الغلُّ مُضْطَرِماً
سُمّاً زعافاً ، نوى غدْراً و إضرارا
فصيَّروا أُمةَ الإسلامِ في حَنَقٍ
يبغونَها عِوِجاً سِرّاً و إشْهارا
و أرخصوا دَمَنا في سوقِ صنعتِهمْ
فاقوا بها فاجراً عِلْجاً و كَفّارا
يا رميةَ اللهِ هُدّي كلّ منحرفٍ
طغى و أمعنَ في الإفسادِ جَبّارا
يا ساعةَ اللهِ لا تُبقي و لا تَذَري
من الأراذلِ فوقَ الأرضِ دَيّارا
.........................
(١) ، (٢) :تضمين لقوله تعالى في الآية (١٩) من سورة الاحزاب:
(فاذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حِدادٍ أشِحَّةً على الخير اولئك لم يؤمنوا فأحبطَ اللهُ اعمالَهم و كان ذلك على اللهِ يسيرا).