نصوص أدبية

بغداد في نيسان

almothaqafnewspaperتُرفرفُ الغربان في ساحاتها، ويُسحقُ الهديل والحسون

وساحة النّسور تعجّ بحالات الجنون والصّدى المأفون

درابين آلكاظميّة وآلأعظميّة والصّليخ تحيض بالكسوف

وآلباسقات على الضّفاف وحواف آلأنهار وغمرة الثرثار

تشدو مع السّياب، تمسحُ احذية الغزاة، ولاعطي السّحت الحرام

نشازٌ يا صديقتي هي آلحياة، فلم تَعد آلسّآحات تزهو ولا آلقباب

لوحاتها يُزينها آلذّهول، وجسد شيخوخة آلجنون وحُمرة الشّخير

يتراشقُ ليلها بألوانها آلخضراء والحمراء والسّوداء ولا بياض

تتلازم آلعقارب السّوداء والصّفراء، والسّحالي آلماجنات والحيّآت

ترصُفُ ما تبقى من نوافذ في مسلات حمورابي والموصلّي عُثمان

بسمّها الزّعاف، وهاوية الإنتفاخ تُبدَّدُ وتدور في رحى نقيق العجاف

طواحين الرّدى، وعيون الذّئب تصلصلُ مأفونة تتشهى عُهر الوُحام

تتجه آلموآعيد وترنو في أشباح خيانة الطّواحين تبصُقُها لغة الشّموس

آلهة مُحنّطةٌ في قعر بئر آلخيانة، وتناغم آلرّحيق وعانسات الخباء

صفصافُ آلحدائق وآلآس وآلخيول عاقرةٌ لا تُنجبُ منذ النيسانات

السّعفُ وآلعرآجين والعثوقُ والسّوس ينخر في لُبابها والثّمرات

سنابلُ السّهول في جزيرة نينوى آلحدباء، والطّواحين والنّجوم

تبصُقُ ما تبقى من عرانين الشمس واردية القمر النحاسيّ الجبان

وساوس الشخير تُحاصر ما تبقى من لُعب الطّفولة آلمأفونة والخلّآن

وخيولُ أبرهة، ونزعات آللؤم عند ابي رغال، وسجاح وآلكذّاب

مسيلمة بمخالبه يُفتتُ فاكهة اليقين، يُعاضدُه الطبّالون وآلمتخلّعآت

وحول الشموخ وما تبقى من نواهد آلعزف في مخالب نضوج الدماء

بغداد يأسُرها الطبّآلون، ونواعير النّفايات تترنمُ مع جوقات الغموض

والسّارقون لما تبقى من حنين بين قباب آلأئمة والدفقات وآلموال

يُبدّدون آهات آلقبنجي، وملا عبود آلكرخي، وبؤس الرّصافي ظلال

توابيتهم مظلمةٌ، معتمة الصّفات، مغمومةٌ، ومؤخرات الضّمائر والفتات

وصيحات يوسف عُمر تُنشدُ مَواويل الخسوف وناظم الغزالي والعسّال

نيسان هذا آلعام عاد، عاد يُوزع فتافيت آللحم آلعراقي وحسرات الفرات

والدّماء الزّآكيات في آلنجف الشّريف، وآلحرّ آلرّياحي وغصّات العبّاس

وفي شريط باهت نسمعهُ يُردّدُ لحن آلتّجافي وآلسّيول وآلوجع الدّهري

"لا لا لا والله والعباس، نوقع زلم فوق الزلم لمّن يشيب آلرّآىس، لمن يشيب

الرّآس هاي آلكاع ما تنداس، لا والله والعبّاس لا والله والعباس هاي الكاع

ما تنداس"والمواخير تُردفُ بحالات التّباهي مع آنحلال آلمجد في الرخويات

وتحيضُ آلأحزابُ بالتّوابيت آلمعبأة بسنا آلألوان وعسجديات آلغلّ والسّموم

نواعير النّفايات تدور على قرن ثور مُجنّحٍ مسموح بلواعج الحسرات والهموم

عمائم ساقطة في وحل آلهزيمة والشموخ مع دندنات سيئات آلمهالك بالرغام

بغداد تُتعبني وانا طفلٌ مشاكس في آلمهد، تركل ما تبقى من غطاء الروح

أسير في شوارعها، ماسور الدّهشة ابحث في جوانياتها، يُبحلقُ الدّيجور

بدهشة العبير وتموجات الزحليقة والمحلقوه، تناغيني وانا آلهاجع آلكسير

يا طفلتي بغداد، وانا طفلها آلذي لم يستكن بحرقة آلحروف تدور في آلكهوف

تصفعني، يتشرّدُ آلكرى فيكون آلنهار مُمطراً نخاسة آلصّراخ والعويل والتكبير

نفحاتها انا، وشهدها آلمبتل بلحظة تماوج آلقدود، وأعبّ من ظمئها حتى الرّقاد

بغداد يا بغداد، اتمسكين تلابيب آلمودة وانا اصرخ في هوى آلرّعود وآلغبوق

تصرخين فيأتي آلصّدى نواح انيكدو وغبطة جلجامش ووسوسات اليباب

ممالكها تحرسها أعين آلجنود، وغفوآت آلمجد ونهنهات آحمرار وجعنا المنثور

ترتسمُ البسمات على ضفائرها، وحدود انفاس التّجلي في مرام بساتين الّلحود

عمائم السّحت تلعب بضفائرها، وتوقد آلبخور على وجنتيها ويلتمع السّرور

ألحربُ فرٌّ، وآلجياد تدوس من لا يُجيدُ فنّ التمحور والتسلق وقرعات الطّبول

جيادها تتذوق كؤوس آلرّماد، وتتشاخص في اسرار دجلتها خُصلات آلماء

أيُّ آلمديات تتوآرى في مُنتهيات آلهبوط في آلنهر وتحنان آلغرام في آلأصفاد

بطائح نصّها وحقول شعرها، تتجاذبُ الفواجع في ترانيم العوسج والدّلال

بليدة هي آلمشاعرُ، حينما جاسوآ وداسوا، وتلوك حُنجرتي آبتسامات السّهاد

مائي ينهمر على جبهتيّ النّهر، فتتمازجُ من منتصف آلحكاية والدنان شهاب

 جاءوا يحثون آلخطى على خريف آلوتر ولح آلكلمات واغاريد الولاء

على مشارف الكلام تتوقف رعشة التخوم ودراميات السّعادة والمراح الدّامي.

 

الأستاذ الدكتور نادي ساري الدّيك

رام الله-فلسطين

................

مُهدآةٌ لها وهي تُلملمُ فتنتها، لتأسر الطبّالين، ومخالب آلفتنة، وبنات آوى والذّئاب.

 

 

في نصوص اليوم