نصوص أدبية
يسكنني أم يسكنك الغياب
ترسمني بلا مبالاة وترسم حسرتي
صمتها ينحرني بشظاياه
يسكنني أم يسكنك الغياب
فاطمة الزهراء بولعراس
لم أبرح مكاني منذ تركتني أمام مرايا الحنين
أكرر ذاتي وأبحث عنك في وجهها الصقيل
تتألق المرايا بكل البهاء
إلا وجهك الغائب عن إطارها البارد
تجلدني المرايا
بالجمود
بالصمت
بتكرار نفسها
وأنت هناك تختفي عن ناظري
يسكنك الغياب
وتقتلني الحيرة
يسحقني العذاب
لا تدري المرايا كم أشتاق وجهك المحفور في صمتي
لا تدري المرايا كيف أنك في غيابك تملأ ني بالحضور
أيها الحاضر دوما
تصمت المرايا أمام أسئلتي
عندما كالطفل العنيد أكررها
وتكررني
على أديمها
ترسمني بلا مبالاة وترسم حسرتي
صمتها ينحرني بشظاياه
يغمد سيفه المسنون في كبدي
فتنهمر دماؤه و تتبعثر كلماتي أمام صفحتها
ينهار صبري
وأنثني أمام أشواقي
يرجفني السؤال إلى متى يا مرايا
سترافقين دهشتي وتملئين بالحنين كل وقتي
إلى متى سأظل أمام أديمك
أردد ودون أن أشعر
نفس السؤال
فاطمة الزهراء بولعراس