نصوص أدبية

أوجاعٌ لاتهجـعْ ...

 almothaqafnewspaperليلةٌ باردةٌ هَطَلَ فيها الظلامُ مسرعاً،     

 ناقوسُ ضبابٍ هائل حطَّ فوق المدينة،

 نامت البيوتُ والطُرقات... فيما كان يحاولُ ترتيبَ برنامجه لليوم التالي، على عَجَلٍ .

 كل الأشياء سكَنَتْ،إلاّ أوجاعه .. بَحَّ صوتُها تصرخ ..

سألَها، مؤنباً .. متى تَهجعين وتتركيني لأَرَقي؟

القُبَّراتُ الوجِلاتُ، إلتحفنَ بالظلمةِ والضباب ..

فتقولُ :" لاشيء يُغريني للسكون !!

أريدُ معاكسةَ الأشياء .. أريدُ صَخَباً يرفعني فوقَ سطحِ العزلة والحاجة.."

......................

يُوَشوِشها :"إهدأي قليلاً ..!

عَلّي أتدبَّرُ ما يَهُشُّ عَنّـي أَنسـامَ نِسـيانٍ يَتَمَطـّى مثلَ ثُعبـانٍ يستيقظُ على

مَهله تحتَ شمسٍ شتوِيَّـةٍ ...

.. مَـنْ يُعينُنـي أُمسِكُ بهُـدُبِ الـذكـرى،

سَقَطَ الجـدارُ، فبَعثَرَتِ الريـحُ كـلَّ أشيائي، كيفَ أَلُمُّهـا؟!

أينَ أُعلِّـقُ قصاصاتيَ الصغيرةَ، أستعينُ بهـا علـى النسيان، والجـدارُ مُنهـار؟

أَيـنَ أُعَلِّـقُ اللوحـاتِ والصُـوِر ... فالجـدارُ مُنهـار؟

أيـنَ أُسـمِّرُ ظِلِّـي، يُؤنِسُ غربَتي ... والجـدارُ مُنهـار؟

أَيـنَ ألصـقُ حُـزني يَقـرُصُنـي،

لَهَفـي يَلهَثُ،

فَـرَحـي يَشرقُ بـي والجـدارُ مُنهـارْ؟

أيـنَ أُعلِّـقُ مـرآتـي، تصطـادُ قَمَـراً يتلَصَّصُ من الشباكِ، والجـدارُ مُنهــار؟

مَـنْ يَستُرُ عُـرييْ أمـامَ عيـونِ الجـار، فالجـدارُ مُنهـار؟

أيـنَ اُعلِّـقُ أَزهـاريَ الأولـى، جَفّفْتُهـا فـي كُتُبـي، انتظـارِاً لأَميـرَةٍ لـمْ تـأتِ...؟!

أيـنَ أُعَلِّــقُ كـلَّ هـذا والجـدارُ مُنهــار؟

مَـنْ يحمِـلُ إِلَــيَّ صنـدوقَ جَـدَّتِـي الصنـدَلَ، مُـرَصَّعـاً بمساميرَ كرَويّـةَ

الرأسِ، أَضـُمُّ فيه مـا كنتُ أُعِلَّقُـه على الجدارِ قبـلَ أنْ ينهـار؟!

........................

........................

علـى مَـنْ سيتكيءُ الـراءُ بعـدَ أَن سَقَطَ الجــدارُ وإنهــار ...؟!" 

 

 

في نصوص اليوم