نصوص أدبية
ثورة الشِّعر
وظننتمُ أنَّ القريض بضاعةٌ
تُبتاعُ بالمال الخسيس الغائلِ
ثورة الشِّعر / حسن الحضري
هتف البيانُ فراع قلبَ الواجلِ = يشكو إلى الرحمن مكرَ الواغلِ
شوَّهتُمُ وجه القريضِ بإمْرَةٍ = قامت تداهنُ كلَّ وغدٍ خاملِ
ومنحتمُ الألقابَ كلَّ منافقٍ = بَهْلٍ وضيعِ الشأنِ أحمقَ جاهلِ
ورميتُمُ لغةَ الخلود بصخرةٍ = عادت إليكم بالصراخ الثَّاكلِ
وظننتمُ أنَّ القريض بضاعةٌ = تُبتاعُ بالمال الخسيس الغائلِ
إنَّ القريض أمانةٌ قامت بها = أيدي البيانِ لدى الخبيرِ القائلِ
ليس الأميرُ منِ اصطفته عصابةٌ = باتت تهدِّمُ كلَّ صرحٍ طائلِ
إنَّ الأمير لَمَنْ يقوم بحقِّه = ويذبُّ عنه كلَّ أهوجَ مائلِ
لا تدَّعوا نظْم القريض وأنتمُ = مُلِئتْ شفاهكمُ بلحنٍ قاتلِ
الشِّعرُ صرحٌ ليس يقربُ بابَه = إلا بصيرٌ غيرُ غثٍّ ماحلِ
هو للفصاحة رمزُها ووسامُها = ما بين مفضولٍ وآخرَ فاضلِ
أعماكمُ حبُّ الظهور فخضتُمُ = بالجهل في أمرٍ عظيمٍ باسلِ
ليس التَّمنِّي بالمقرِّبِ حاجةً = ما لم يُشفَّع بالنهوض العاجلِ
وسلِ الذين تقدَّموا إن شئتَ أنْ = تلقَى جوابًا فيه بُرءُ السائلِ
ألقيتُمُ بالشِّعرِ في أكفانه = فأسأتُمُ رمسًا، وكم مِن خاتِلِ
يشكوكمُ هذا القريضُ لربِّه = فترقَّبوا يوم الحساب الفاصلِ
يا أيها السفهاء لا تتطفلوا = هيهات أن تَرِدوا مقامَ العاقلِ
ما بين أرباب القصيدِ وبينكم = بَوْنٌ عظيمٌ لا يُقاسُ لِغافلِ
فخُذوا طريقكمُ لأمرٍ غيره = ودعوا المجال لكل كفءٍ واصلِ
ودعوا أكاذيبًا تكشَّف أمرُها = ما إنْ لها بين الورى مِن ناقلِ
وتصنَّعوا بعضَ الحياء لعلَّه = يشفيكمُ مِنْ عَضْلِ داءٍ قاتلِ