نصوص أدبية
سلامٌ على تلك الديار
ألستَ تراني ساهم الطَّرف شاحبًا
أعدُّ نجوم الليل خلف الظعائنِ
سلامٌ على تلك الديار / حسن الحضري
سلامٌ على تلك الدِّيار وأهلِها = ومَن حلَّ فيها مِن مقيمٍ وظاعنِ
وأخدارِ آرامٍ شُغِفتُ بحبِّها = فخلَّفن قلبي بين صبٍّ وحائنِ
بعثن سهام العين تخطِرُ بالقنا = فأجرين دمع الهاديات الهواتنِ
ألستَ تراني ساهم الطَّرف شاحبًا = أعدُّ نجوم الليل خلف الظعائنِ
طَرَقْنَ بسهمِ العين قلبي فلم يزل = يكابد أشواقَ المحبِّ المهادنِ
فعالجنَنِي مِن أوَّلِ الليل نظرةً = قطعتُ بها ليلًا طويل المراسنِ
برزنَ مِن الأخدارِ ثُمَّ ولَجْنَها = فألقينَ قلبي بين جمِّ المفاتنِ
أنا الحضريُّ الصَّبُّ أرْدَتْه غُلَّةٌ = مِن الشَّوق تجلو عن نُحورِ البهاكنِ
فرفقًا بهذا القلب يا قوم إنما = مضى بِسَناه كلُّ أحورَ شادنِ
فأقسمتُ بالرحمن فاطرِ حسنِها = ألمَّتْ بهذا القلب نظرةُ ماكنِ
فمَن مُبْلِغٌ عني على الغيب مألُكًا = بفَيضِ هواها بين تلك المحاسنِ
هو الحبُّ أرداني فما أنا صانعٌ = وليس غويُّ القلبِ منه بآمِنِ
وإنْ تسألي صِدقَ العهود فإنني = صدوقٌ وفيُّ العهد لستُ بخائنِ
تولَّهْتُها مِن بعدِ يومٍ وليلةٍ = فدع عنك تسآلي بتلك الضغائنِ
فلو كانت الصحراء تفصل بيننا = ومِن دونِها الأنهار بين المدائنِ
لجاوزتُها غيرَ اتِّقاءٍ لِهُلْكَةٍ = تُلِمُّ بنا مِن دونِ تلك القواطنِ
شعر: حسن الحضري