نصوص أدبية

"جلالــةُ" النسيان

MM80لَمْ يَبقَ لي الكثيرُ، سوى أنْ أُحرّرَ نفسي من نفسيَ ...

أنكُشُ الكلمات من تحت رمادِ "اللامعنى"، أجلوها من صدأ الصمتِ،

ومُكرِ التَوْرية ...

أُهجِّجُ مطمورَ وَشْوشاتِها،

أُقشّرُها مما ليس منها من بثور ...

ألُمُّها من جموعِ ما يهربُ جَزَعاً من سَقْطِ المَقيلِ والمكتوب،

أسقيها فتُزهِرُ ...

أُطعِمُها بما غَفلَتْ عنه المعاجم ...

نكايةً بـ"جلالةِ" النسيان !

....................

سأكحّلُ الغُربةَ بلونٍ يعلّمني من جديدٍ ما نَسيتُه من فرحٍ ...

كي أسرقَ لفحَةَ النُجيمات من مَستورِ سَهرتِها،

وأسترِدَّ رنينَ أزمنةٍ تضاعَفَ، فيما العمرُ يعدو!

أصطاد المفردةَ من تُرَعٍ تاهَتْ في بُرَكِ الهراء الرقراق ...!

وفي بحورِ صمتٍ يَتزيّا بأشباه التراتيل !

أُطاردها مثل غجريٍّ يبحثُ عن خبز المعنى، كي لايضِلَّ الطريقَ إلى بهجةٍ مُشتهاة !

...................

يا قارئي، أرِحْ ناظريكَ إنْ نَفَرَ الوحي منكَ ...

إشحذْ قوسَ قريحةِ الذكرى .. فالدورُ آتٍ عليك !

لاتبحثْ عن جَرّةِ الحكمةِ الذهب في "أرضِ بلقيسَ".. 

صَيَّروها خراباً كـ"أرضِ السواد"، حيثُ يَلصِفُ النجمُ في عِزِّ الظهيرة،

الكلماتُ مشنوقةٌ من حواجِبِها،

أو مركونة في كُمِّ مقامرٍ باللغةِ البِكرِ..

فلا تُتعبْ نفسَكَ في تفسيرِ صمتِ المُغني،

إذْ نامَ "النواطيرُ"والمرابونَ السَمينون،

بعدَ أنْ  زَيَّنوا الموتَ بشعاراتٍ عاهرةٍ ..                                           

سَمّوا الأشياءَ بغيرِ أسمائها،

تَلحّفوا بالصمتِ نُطقاً، إذْ أعلنوا بَراءةَ الخطأ ..!!

...................

...................

فغداً ينسى النجمُ وَميضَه ... والموجُ رَذاذَه ...

إلاّ ما حَفِظَه "القرطاس" رغيفاً للروح،

وما أمتطى ظهرَ النَغَم !!

 

 

في نصوص اليوم