نصوص أدبية

في وصفِ يومٍ حارٍّ

حسن الحضريلهيبٌ من الرمضاء يبدو كأنما = جهنمُ تلقِي حرَّها ثم تلفحُ

إذا الشمس حلَّتْ في السماء محلَّها = تدلَّتْ بسهم الموت مِن حيث يُفصِحُ

سمومٌ أفاعٍ أو قتادٌ مسوَّمٌ = تموج به ريح السَّمُوم وتسرحُ

ترى بَرَدَ الأشطان صهدًا بقيظه = إذا أقبلتْ بين الجداول تمرحُ

ترى الهقلةَ الصَّمَّاءَ تحدو بربِّها = خمائلَ أقواها الهجيرُ المقدَّحُ

إذا برزتْ للشمسِ ألقتْ بِرَحلِها = ولاذت بأقتابِ القطا وهْي تصدَحُ

وقد أيقنتْ أنَّ السباع يردُّها = من الشمسِ سهمٌ نافذٌ مترنحُ

تؤمُّ نميرَ الماءِ من كلِّ موردٍ = لعلَّ نميرَ الماءِ عنها يروِّحُ

تراقبُ دَفْعَ الطيرِ قد ندَّ سربُه = وشدَّ إلى حيثُ العضا والتسدُّحُ

ومالت لنجمِ الليل تخطب ودَّه = وقد حجبتْه الشمس من حيث تصبحُ

كأنَّ صغار الطير تحت سمائها = لسانُ لهيبٍ أو هشيمٌ مقرَّحُ

إذا ما استجارت بالظلال تكشَّفتْ = ظلال لظى تنفي الثواء وتجرحُ

فلا الليل يرقيها ببردِ نسيمه = ولا الماء يروي غُلَّةً تتندَّحُ

أليس يخاف المارقون بما رأوا = إذا نالهم فيها عذابٌ مصبِّحُ

غداة يرون النار تدعو بحزبها = لهم بصنيع السوء فيحٌ وأقرُحُ

 

شعر: حسن الحضري

 

 

في نصوص اليوم