نصوص أدبية
في وصفِ يومٍ حارٍّ
لهيبٌ من الرمضاء يبدو كأنما = جهنمُ تلقِي حرَّها ثم تلفحُ
إذا الشمس حلَّتْ في السماء محلَّها = تدلَّتْ بسهم الموت مِن حيث يُفصِحُ
سمومٌ أفاعٍ أو قتادٌ مسوَّمٌ = تموج به ريح السَّمُوم وتسرحُ
ترى بَرَدَ الأشطان صهدًا بقيظه = إذا أقبلتْ بين الجداول تمرحُ
ترى الهقلةَ الصَّمَّاءَ تحدو بربِّها = خمائلَ أقواها الهجيرُ المقدَّحُ
إذا برزتْ للشمسِ ألقتْ بِرَحلِها = ولاذت بأقتابِ القطا وهْي تصدَحُ
وقد أيقنتْ أنَّ السباع يردُّها = من الشمسِ سهمٌ نافذٌ مترنحُ
تؤمُّ نميرَ الماءِ من كلِّ موردٍ = لعلَّ نميرَ الماءِ عنها يروِّحُ
تراقبُ دَفْعَ الطيرِ قد ندَّ سربُه = وشدَّ إلى حيثُ العضا والتسدُّحُ
ومالت لنجمِ الليل تخطب ودَّه = وقد حجبتْه الشمس من حيث تصبحُ
كأنَّ صغار الطير تحت سمائها = لسانُ لهيبٍ أو هشيمٌ مقرَّحُ
إذا ما استجارت بالظلال تكشَّفتْ = ظلال لظى تنفي الثواء وتجرحُ
فلا الليل يرقيها ببردِ نسيمه = ولا الماء يروي غُلَّةً تتندَّحُ
أليس يخاف المارقون بما رأوا = إذا نالهم فيها عذابٌ مصبِّحُ
غداة يرون النار تدعو بحزبها = لهم بصنيع السوء فيحٌ وأقرُحُ
شعر: حسن الحضري