نصوص أدبية

لها وحدَها

حسين يوسف الزويدكتبتُ هذه الكلمات خلال أيام المحنة

التي تعرضتْ لها مدينة الموصل الحبيبة ...

.............................

أميــرةٌ أنــتِ في عينَيـكِ مُنْشَغَلــي

               يا دارةَ الحُسْنِ والأشواقِ والمُثُلِ

مــا لــي أرى وَتـري أغراكِ في طَرَبٍ

             والعــودُ فـي فَمِهِ حُزْني على طَلَلِ

مواجعــي منكِ في الأعماقِ طاعنــةٌ

             جُرْحي عميقٌ وباتَ القلبُ في وَهَلِ

وجــدي عليكِ مــدى الأيامِ يمنحُنـي

             هــذا الهيــامَ فــلا صــحــوٌ لِمُنْثَمِـلِ

كمْ كانَ لــي مِنْ ليــالٍ فيــكِ أعشقُهـا

            وتُهْتُ في الوصلِ والتهيامِ يا سُؤُلي

ضاعَ الخلاصُ ومـا فـي الأفقِ بارقــةٌ

           يا (موصلَ) الحُبِّ والتحنانِ والقُبَلِ

يا (موصلي) يا حديثَ الروحِ يا وَجَعي

   عــداكِ شَرُّ العِــدا والصُفْــــرِ والعِلَلِ (١)

يــا كــلَّ بيبونــةٍ كالشمــسِ أرســمُهــا

   في القلبِ يـا نينــوى الأفراح والغَزَلِ (٢)

سُــقياْ جـــمالِكِ فوقَ الأرضِ تَسْكُبُهـــا

       مواســــماً مِنْ ربيــــعٍ أخضــــرٍ هَطِلِ

سُقْيا عبيرِكِ في روحــي تَفــوحُ هــوىً

         مُكابــِراً وســؤالاً ماطــــرَ الأمَــــــلِ

عيداً وحَلْوى وصــدراً دافئــاً وفمــاً

         مازِلْتِ ، والطفلُ يهــوى العيدَ لَمْ يَزَلِ

شوقـــاً علــى ثغــرِكِ البسّــامِ أنقُشُهــا

         عَزْفــاً أنــــارَ عُتامــاتٍ علــى سُبُلــــي

فَكَمْ بنفســجِ حَقْلٍ كنــتِ فوقَ دَمــي

           ونجمةً كنــتِ فــي حِلّـي ومُرْتَحَلــي

سيهطلُ الوردُ فــي كلِّ الرُّبــى فَرِحــاً

           مــا أنْ نظرْتِ إلــى غيــمٍ وعَنْ جَذَلِ

لَهْفـي عليــكِ شِغافُ القلــبِ تعزِفُــهُ

            أُوّاهُ منــكِ ومِنْ قلبــي ومِنْ ثَمَلــي

إنّي لأعــــرِفُ أحلامــــي التـي قُبِرَتْ :

           عنــدَ الســواحلِ فاقَتْ كُرْبَتــي حِيَلي

مراكبــي أبحــرَتْ في ألــفِ عاصفــةٍ

             ويلــي عليكِ وويلِ الويلِ يا وَجَلــي

مــا للبواكــي علـى الخدَّينِ تندُبُنــي؟

             أمُــتُّ فــي كَمَدٍ يبقــى بــلا أمَــــلِ؟

هاكُمْ فــؤاداً لــو انَّ الصــخــرَ مَعــدِنُهُ

               لصــاحَ مِنْ وَجَعٍ وانَهدَّ فــي عَجَلِ

***

 

د. حسين يوسف الزويد

.........................................

(١): الصفر قصدت بها العقارب الصفراء كناية عن الحقد.

(٢): البيبون هو زهور الاقحوان من الزهور الطبيعية التي تنبت في موسم الربيع بشكل واسع في الموصل واريافها حتى اصبحت سمة من سمات المنطقة علما ان لهذة الزهرة العديد من الاستخدامات الطبية ..

 

 

في نصوص اليوم