نصوص أدبية

النسبية في القيم

نور الدين صمودقال بعض الوُعّاظ يوما لمـن قـد* كــان ذا ثـَرْوَةٍ بغـيــر حـســابِ:

(لو فـَقَدْتَ الشرابَ في يوم حَـرِّ* في صَحارَى ما إنْ بها من شرابِ

فبكـَم تـشـتـري زجاجــةَ مــاءٍ*بعــد جَــرْيٍ وراء فـَيْضِ الســرابِ؟

فهو أغلى المفقود أرخصُ موجو* دٍ، نـُرَجِّـيهِ مـن عصيـرِ السَّحابِ؟

قال: إنـّي بنصـفِ ماليَ أشـْـري*جـرعـة َالماء، وهو عـين الصوابِ

وأضاف الشيخُ الوَقورُ سؤالاً*حيّرَ الناسَ، فيه فـصْـلُ الخـطـابِ:

(وإذا ما احْـتـَـقـنتَ من فرط شربٍ*فبـِكمْ تشتري الدوا للمُـصابِ؟)

قـال: (إنـي بـما تـــَبَـقــَّى أداوي*ذلك الــداءَ كـي يَــزول عَـــذابي)

قـلـتُ، بعـد الذي استـمعتُ إليه*مــن حــديــثِ الآلام والأوصــابِ:

(إنْ تكــنْ ثــروةُ الغـنيِّ تـُساوي*كـأسَ مـاءٍ في بولِه والشرابِ

(فالفـَقِـيــرُ السليـمُ أغـْـنـَى غـنِــيٍّ*والغــنيُّ العـليـلُ رمـزُ العـذابِ)

صِحَّة المرء رأسُ مالٍ كبير*وهو عند المعتل مثلُ السراب ِ

 

شعر: أ. د: نورالدين صمّود

 

 

في نصوص اليوم