نصوص أدبية
النسبية في القيم
قال بعض الوُعّاظ يوما لمـن قـد* كــان ذا ثـَرْوَةٍ بغـيــر حـســابِ:
(لو فـَقَدْتَ الشرابَ في يوم حَـرِّ* في صَحارَى ما إنْ بها من شرابِ
فبكـَم تـشـتـري زجاجــةَ مــاءٍ*بعــد جَــرْيٍ وراء فـَيْضِ الســرابِ؟
فهو أغلى المفقود أرخصُ موجو* دٍ، نـُرَجِّـيهِ مـن عصيـرِ السَّحابِ؟
قال: إنـّي بنصـفِ ماليَ أشـْـري*جـرعـة َالماء، وهو عـين الصوابِ
وأضاف الشيخُ الوَقورُ سؤالاً*حيّرَ الناسَ، فيه فـصْـلُ الخـطـابِ:
(وإذا ما احْـتـَـقـنتَ من فرط شربٍ*فبـِكمْ تشتري الدوا للمُـصابِ؟)
قـال: (إنـي بـما تـــَبَـقــَّى أداوي*ذلك الــداءَ كـي يَــزول عَـــذابي)
قـلـتُ، بعـد الذي استـمعتُ إليه*مــن حــديــثِ الآلام والأوصــابِ:
(إنْ تكــنْ ثــروةُ الغـنيِّ تـُساوي*كـأسَ مـاءٍ في بولِه والشرابِ
(فالفـَقِـيــرُ السليـمُ أغـْـنـَى غـنِــيٍّ*والغــنيُّ العـليـلُ رمـزُ العـذابِ)
صِحَّة المرء رأسُ مالٍ كبير*وهو عند المعتل مثلُ السراب ِ
شعر: أ. د: نورالدين صمّود