نصوص أدبية

الخراب وظِلّه

حسن السالميالخراب وظِلّه

السّماء كمرآة صقيلة، نقيّة كدمعة طفل. على صفحتها صورة وحيدة للأرض بلا ألوان: نجمة داوود، ولحيّ كثّة، وسكّين وخراب!

 

حجارة

فتح الطّبيب على صدر المريض فوجد حجرا مكتوبا عليه: الكلّ كافر ما عداي!

 

الكافر

يصرّ الولد على اصطحابي إلى المتجر..

- ولا تطلبني في شيء؟

يطأطئ موافقا ولا يعقِّب.

- هذا وعد؟

يده في يدي والمتجر في أزهى حلّة..

- أريد هذه!

وأشار إلى لعبة ثمنها أكبر من جيبي...

- (...)

يكرّرها في تصميم:

- أريدها!

وأفلت يده من يدي وهرع إليها والبِشر في عينيه... وهكذا أجدني أهوي عليه بصفعة لا أدري كيف فلتت منّي..

تغرورق عيناه بالدّموع ولا يتكلّم...

نظراته، آه من نظراته، ذبحتني من الوريد إلى الوريد!

 

إرعاب

ما برح التّلفاز يتقيّأ دما وقيحا..

تلتصق بي ابنتي، حتّى لكأنّها تختبئ بين جلدي وثوبي..

- حبيبتي، ما بك؟

- أنا خائفة!

- مِمّ؟

- من السبي!

- إنّي معكِ فلا تخافي.

- لقد ذبحوا العسكر، فهل أنت أقوى من العسكر!؟

 

الوريث

قرأ كتابا أصفر حتّى امتلأ صدره بالغبار. ثمّ خرج على النّاس في وسطه حزام ناسف، وفي يده مدفع رشّاش، وأحلام من زمن داحس والغبراء..

 

ذات الرّجع

وسط تكبير لم يرتفع إلى ما بعد راية سوداء، نزل بسكّينه الصّدئة على رقبة طفل.. انبثقت الدّماء فوّارة تكتب على الأرض: قتلتَ النّاس جميعا..

***

بقلم حسن سالمي

في نصوص اليوم