نصوص أدبية
إلى حُماة حِمَى القدس
يا رُمــوزَ الفـخـر بـين الأمَـم ِ
وحُـــمـاة ًللعـُـــلا والـشـَّــمَـــم ِ
ورُعاة َالإرْثِ من أمــجــادنـا
في بَـنـي العُــرْبِ كِــرام ِالهـِمَم ِ
مِنْ حِمَى (البيت العتيق) المُجْتبَى
للرسول المصطفى للأمَـم ِ
قد أتـَى المبعوثُ من رب السما
للورَى من عَــرَبٍ أو عَجَــم ِ
بَـشّـرَ الناسَ بـديــن ٍخــاتـِم ٍ
لِـنـُبــوءاتٍ أتــتْ مِــن قِـدَم ِ
مـن أتاه الوحْيُ مِـنْ رَبِّ الـورَى
وابتدا الوحيَ بأجْدَى الكَلِم ِ
قال (جـبريلُ) له: (اقـرأ) فلمْ
يَـقـْـرإ الأمِّـيُّ، إذ لـم يَفـْهَـم ِ...
لـُغـة َ الــوحْيِ الــتي جـاء بهـا
لـم يـقـُـلــْها قـــبلـَهُ أيُّ فــَـم ِ
وسـبـيلُ العِـلـْم أن (نــقـــرأ) ما
خـطـَّهُ أهـــلُ الحِــجَى بالقلم ِ
ذاكَ مفتاحُ الحضارات التي،
قـبْــلَ أن يأتي بها، لم تـُعْـلـَم ِ
ومضى ينـشُرُ نــورًا ساطعا
في الورَى من عـَرَب أو عَـجم ِ
منذ أنْ أسْـرَى به اللهُ إلى الـْ
ــ(مَسْجِدِ الأقصَى) بليـل ٍمُـظـْـلِم ِ
حيثُ (بَيْتُ المقدسِ) السامي الذرى
في (فلسطينَ) بدَا كالعَلَم ِ
أرض ِأديان ِالســما مِـنْ آدَم ٍ
وخِتـَـامـاً بالـرسـول الأعْـــظــم ِ
(ليلة َالإسراءِ) صلى (المصطفـَى)
بجميع الأنبيا في الحَـرَم ِ
واصـطــفــاهُ (قِـبْـلـَة ًأ ُولـَى) لِمن
آمَــنـوا بالله باري النـَّسَم ِ
وتلا (الإسراءَ مِعْــراجٌ) عــلى
راكــض فــوق جـبـاهِ الأنجُــم
(البُراقُ) انـْســابَ في الجوِّ به
مثل بـــرق شــق ثـوب الظـُّـلَم ِ
دَرْبُـهُ نــورٌ عــلى نــور عـــلى
نـُـور مِـشــكاةٍ بــرأس العَـلـَم ِ
نحــوَ (عــرشِ اللهِ في سِدْرَتِهِ)
حيـثُ ناجـاهُ بقلـــبٍ مُفـْعَــمِ...
ِبـشــذا الإيمــان والنــور وما
فـيهما من زادِ قلبِ المسلـم ِ
كم تـَغَـنـَّى الشعـرُ في أمجــاده
وســبـانا بشَجـِـيِّ النـغـَـم ِ
وتــناءَيْـنــا عن الـمجــد الـذي
كان فــيـنا رافـعًــا للهـمَـم ِ
واكتـفـينا بالذي حـقـَّـقـَـهُ
في الـعُــلا، أسلافـُـنا، مـن قِــدَم ِ
فـدَهَى العُـَرْبَ بـِلــيــلٍ ألـْــيَــل ٍ
وابتـلـَى الشرقَ بيومٍ أيْـوَم ِ
ذاك يومُ (النكبة الكبرى) التي
جَمّدَتْ ضَحْكـَتَـَنا في المَبْسِم ِ
يومَ جاؤونا (بصُـهيونَ) الـذي
أوجـدوهُ بــينــنا من عَــــدم ِ
وهمُ ليسوا (بني إسرائيلَ) مَنْ
مِنْ بنيه (يُوسُفٌ) ذو الكرم ِ
بَــلْ هُــمُ مَــنْ زعـمـوا أنـَّهُــمُ
دينَ (موسى) اتبعوا مِنْ قِدَم ِ
وهُــمُ مِـثـلُ جـــراد ٍهـجـمـوا
يأكـلون الــزرع أكـل الـنـَّـهـِم ِ
ومــضَــوْا يُـحْـيـُــونَ (كنعانية ً)
لـَفـَّـقــوهـا بـلـُغـات الأمــم ِ
وبهــا قــد حاولــوا أنْ يُخـْرسوا
لـغـة الــقــرآن أمَّ الكَــلِـم ِ
وسَــعَـوْا أنْ يُــبْدِلــوا (الضاد) بهِا
وأتـوْها بــلِسانٍ أعجمي
باسْم (موسى) مَلؤوا (القدسَ) بمَنْ
لم يكونوا أهْـلَ ذاك الحَرَم ِ
قــَزّمــوا أتـْــبــاعَهَ ثمَّ رمَـوْا
بـمَسـيحـيِّ الـْحِمَــى والمُـسلـم ِ
وأتـَوْهُ بـِلـَفــيـفٍ ما لــهـــمْ
حُـــرمــة ٌ للـحَـــرَمِ المحْـــتـَرَم ِ
من بني اليابان أو من فارس ٍ
ومن الصين وأرض الدَّيْــلم ِ
وبني حام ٍ أخـي سام ٍ ومِنْ
كل جنس من عبــيد الصنــم ِ
فـَغدَوْا أمشــاجَ أجناس ٍأتـَوْا
بـلغــاتٍ بينهــمْ لــم تـُفـْهَــم ِ
بُلـْبـِلـَتْ ألـْسُنـُهُمْ حتى غدا
مَنْ بها يحسِد أهل الصممِ ِ
ِليس يَبقـَِى في ثراها غاصبٌ
جاء من شـُذاذ شـَتـَّى الأ ُمَم ِ
حُبُّها ينمو بأحشاء الذي،
لِحِماهُ، من قديم، ينتمي
يا بني القدس ويا مَن أرضُهم
رفضتْ مَـنْ طـأطـؤوا للدرهم ِ
سوفَ يُجْلـَى عن حِماها كلُ مَنْ
وَطِــئوا عِزّتـَها بالقـَدم ِ
إنهم كالنبتِ لا ينمو إذا
لم يُـجَذ َّرْ في الثـَّرى مــن قِــدَم ِ
فهي أرضٌ للنئَيين الأولَى
أطردوا بالنور طيفَ الظـُّلـَم ِ
وسيبــقـَى في حِـماها أهلـُها
فـَهُمُ أهــلُ العــلا والشـّمم ِ
وسَيُعْـلـُون، على رغم العدى،
علـَمًا يخفق فـوق العَلـَم ِ
أيها القـدسُ الـذي أسْـرى لهُ
خاتــمُ الرسْـلِ لكـل الأمـم ِ
وسما نحو السما مثلَ السنا
إذ على البدر ِعلا والأنجــم ِ
وَحِّدِ العُرْبَ لِكَيْ يسترجِعوا الـْ
(مَسجدَ الأقصَى) بعزم ٍ مُحْكـَمِ
ونرى القدسَ غدا عاصمة ً
(لفلسطينَ) التي لم تـَنــَم ِ...
عن حقوق وِر ِثـَتْ عن جدهمْ
كابرًا عن كابـِر منْ قِـدَم ِ
***
تونس: نور الدين صمود