نصوص أدبية

ودعتْ

نور الدين صمودوَدّعَتْ

عندما سافرتْ

بكلامٍ  شجيٍّ يُذيبُ الفؤادْ

وادّعتْ

أنها فارقتْ

وانتهتْ

بيننا لحظاتُ الودادْ

2            

طالما اخْضَرَّ ما بيننا المجلسُ

عندما افترَّ في حقلنا النَّرْجِسُ

والربيعُ ابتسمْ

في حقولِ الوفاءْ

وسبانا النغمْ

في عهودِ الصفاءْ

فلماذا تُرَى

ودّعتْ

بعد تلك العُهودْ

وادّعتْ

أنها لن تعودْ؟

ولماذا تُـرَى

أنْـذَرَتْ

بالنوَى والصُّدودْ؟

3

لن أُصدِّقَ هذا الوعيـدْ

بالفراقِ الذي،

يومَ  أن  ودّعتني، ادَّعتْ

فـَهَوانا الذي زعمَتْ

أنها قد سَلَتْ

كالهواءِ الذي

طالما استنشقتْ

وجميعُ الوعودْ

بيننا كالعهودْ

أو كحقلِ الوُرودْ

كلّما فيه قد أزهرتْ

زهرةٌ غضةٌ أنشبتْ

شوكَها في الأَكُفِّ التي

قد سقتْ

حوضَها يوم قَيْظٍ شديدْ

ودّعَـتْ

مَن سقاها بماءٍ بَرُودْ

وادَّعَتْ أنّهََا

مِثْلَ أختِ المَهَا

في البَهَا

وجمال العيون

ودّعتْ.

4

إنّ شوكَ الورود سلاحْ

طالما أنذرتْ

قاطفيها بدامي الجراحْ

غير أنّ  جميعَ  الزهورْ،

رغْمَ أشواكها، مَنَحَتْـنا العطورْ.

5

ذاتَ يومٍ بديعْ

 باسِمٍ كزهورِ الربيعْ

أقبلتْ

وبشوقِ المُحبِّ الولوعْ

سلّمتْ

بعدما غمرتْ

مقلتيْها الدّموعْ

عند ما ابتسمتْ

أ تُرَى ضحكتْ

أم بكتْ ؟

عندما ملكتْ

قلبَها فرحةٌ بالرّجوعْ

إثرَ طول النّوَى والصّدودْ

بعد ما ودّعتْ

وادّعتْ

أنّها لن تعودْ .

 ***

للشاعر نور الدين صمود

 

في نصوص اليوم