نصوص أدبية
في الغزل والوصف والحكمة
حيِّ الطلول ونبِّ عن أخبارها = وَسَلِ الظعائن بعدُ في أخدارها
يُنْبِينَ عن خَوْدٍ خَلُودٍ بَضَّةٍ = يسبي الفؤادَ البعضُ مِن أنوارها
حَسَنُ بنُ مرعي الماجد الحضريُّ قد = أرداه رجْعُ الطرف خلف ستارها
ما بين إطسا فالمؤسَّسَتينِ أو = إبوانَ فالزيتونِ دون ديارها
فرياضُ صفطٍ فالبداري دونها = فَرُبَى النُّخَيْلَةِ دون دَرْكِ مزارها
وغدًا تحلُّ بشاطئ العجميِّ أو = تغدو إلى سيناءَ، في أسفارها
بانت ودسَّتْ حُلْوَ طيفٍ آيةً = يسري أمام العين في أسحارها
فزجرتُ بالأجفان عَبرةَ والهٍ = فيها ورود الحَيْنِ مِن أنهارها
سائلْ بها الأطلالَ تخْبرك الذي = ولَّى، وتلكَ الطيرَ في أوكارها
جادت عليها المُزن سحًّا بعدما = قد هدَّها الإعياءُ مِن إقفارها
فَرَبَتْ بواسقُ نخلها مِن بعد ما = ضلت سبيل العيش في إعسارها
والبرق يلمع فوقها وكأنما = قد خطَّ سطرَ الضوء دون نهارها
سبقتْ إليها الوحشُ قبل عُطاسها = ضربًا يدكُّ الأرض دون مسارها
مِن كل أحقبَ أو دُكَيْنٍ فارعٍ = يشتد للفلوات في أطمارها
قد هاله ما كان يأمل بعدما = فقد السبيل وضل عن أبكارها
يرقبن عن كَثَبٍ أظافر سهمه = والويل كل الويل مِن أظفارها
فمضى فأطْلَقها كسابقِ عهده = فرمى مُناه البرق في أبصارها
فسبقن أكلُبَه فلم يحفِلْ بها = ومضى يعضُّ بأصبعٍ مِن عارها
كمبارك المأفون ليلة خَلْعِهِ = ونظيفٍ المعتوه في إدبارها
وشفيقٍ الداعي إلى إتلافها = مِن بعد ما اشتعلتْ ضوارم نارها
أو كابن بدرٍ ذلك العلج الذي = ضل السبيل ولجَّ في إعصارها
كمعمَّرٍ لمَّا تيقَّن حتْفه = بتدافعِ الأحداثِ مِن ثُوَّارها
أو مثل زينٍ في سفاهة عقله = قد غرَّه الإغفاء مِن أحرارها
كعليٍّ المغلوب يوم نفارها = كالحافظ المشؤوم أو بشَّارها
قد أصبحوا عِبَرًا تَلُوح لذي النُّهَى = وكذاك كان الحُكم مِن جبَّارها
يقضي قضاء الحق بين عباده = ويَمِيزُ بين خيارها وشرارها
فاصبر لحُكم الله ربِّك إنها = دولٌ تدور على الورى بشعارها
وحكومةُ الأذناب ترفع رايةً = للذلِّ والتسليمِ خوف دمارها
لو أنهم سلكوا الرشاد لأفلحوا = لكنهم ضلوا ضلال حِمارها
جاروا كما جار السفيه مباركٌ = والأمر مرهونٌ بحسن قرارها
هضموا حقوق الناس ثم تقلَّبوا = في نعمةٍ تبلى بِبَخْسِ دثارها
عما قريبٍ تنجلي عن مكرهم = حِجَجٌ تفيض بخيرها وثمارها
قد كنتُ أعلم أن ذلك كائنٌ = وقرأتُ سطرًا لاح مِن أسرارها
أنذرتُهم مِن قبل ذلك فارْتَأَوْا = سفَهًا، وجلَّ الخطب مِن إنكارها
الله أكبر يا لها مِن ذلَّةٍ = فاضت عليهم في بزوغ نهارها
***
شعر/ حسن الحضري