نصوص أدبية
ذات الجَمال الخالد
قـد رمَتْـهُ بالنَّـبْـلِ ِ من عيونها النُّــجْــلِ ِ
مُذْ سَـبتـْه مُـهْجتهُ لم يَـثـُـبْ إلـى العـقـْلِ ِ
حَـوّمَـتْ خواطـرهُ في الحُـزونِ والسّهْـلِ ِ
فـهـو سـابحٌ أبـدًا في الخيـالِ كـالطِّـفْلِ ِ
وهي، حين يُبصرهـا، كالغـزالِ فـي الحَقـْـلِ ِ ِ
فـي جفــونِـها خـدَرٌ وانْـكِـســـارة ُ الــذلِّ
غـير أنَّها فَـتَـكَـتْ بِـعُـيونِـــها النُّـجْــلِ ِ
وشـعـاعُ بَـسْـمَتِها مِـثْـلَ بـاقـة الفـُــــلِّ
إنَّ وَقْـعَ نَـظْـرتِـها مِثْـلُ نَـظْرةِ الشبْـلِ ِ
قد سَـبَـتْ مُـتَـيَّمَها بالجَـمـالِ والــــدَّلِّ
فهْي روضَـةٌ حَفلـتْ بـالفَـراشِ والنَّحـلِ ِ
أصْـبحَـتْ مُـضَـمَّخَةً بالعَــبيـــر والطّـَـلِّ
والـطُّــيُور هازجـة كالصغار في الحَـقـْـلِ ِ
أَنْـشَـدتْ بِمُبْـتَـسِــمٍ كالـزهــور مُخْضَلِّّ
وهو يَـشْـتَـكي ألَمًـا إذ تَـزيد فـي الـــدَّلِّ
وبِـقَـلْب عاشِـقِـهـا مِثْلُ طَعْـنةِ النَّـبْـلِ ِ
يَـفْـتَدي مَـفاتـنَـها بالنَّــفيس والأهْـلِ ِ
فَهْــي زاده أبـــدا في الرَّحـيل والحـِلِّ
فِـتْـنَـة الجَمالِ ومَنْ حُـبّـُها غـدَا شُغـْـلي
نورالدين صمّود
.................
* القصيدة على الضرب الثاني من بحر (المقتضَب) وهو قليل الاستعمال في الشعر
القديم والحديث، وفي كتاب الأغاني بأجزائه الثلاثة والعشرين دون العشرة أبيات على هذا الـوزن.