نصوص أدبية

أيها المنصفُ أنصِفْ

نور الدين صمودمثل أصحابِ العقولْ

وتبسمْ

وتعطـّفْ

وتلطفْ

عندما تقرأ ما سوف أقولْ

فهْو هزْلٌ

فيه جـِدٌّ

وقصيرٌ

فيه طولْ

وسريع

فيه بطءٌ

وبطيء

في احتشامٍ

وصريح إذ يقولْ

 *

وتيقن  أن ما سوف أقولْ

أنه الحقُّ، ولكنْ هو شبه المستحيلْ:

(وقعتْ عيني على ما

كنتَ قد أرسلتَ لي منذ القديمْ

ولجهلي (بالحواسيب) التي قد باغتتنا -

وأتتنا

إذ كبُرنا ـ

لم يصِلني

وعليه لم تقع، إلا صباحَ اليومِ، عيني

كان هذا اليومِ صِدفهْ

فبدا لي مثلَ طـُرْفهْ

وحلا لي أن أجيبْ

مثلما رُحتَ تـُجيبْ

بكلام كالزبيبْ

أو كضرْبٍ من حبيبْ

(ومتى حصرم حتى

أصبح الآن زبيبْ)؟

يا صديقي قلتَ لي

جاءكَ الشعرُ كريمًا من (كريمْ)

راكضًا في البيدِ سبّاقـًا كـ(ريمْ)

وهْوَ (معتوقٌ) وحُـرٌ من قيودْ

لازمتنا، حينما نكتب شعرًا، (في العمود)

وعمودُ الشـِّعْرِ قانون لأشعار الجدودْ 

شعره قد جاء يسعَى

لـَيِّـنَ الــملمـسِ يحكي جلد أفعَى

كلُّ مَن تلدغه حتما سيُنعَى

وأراه خاليا من سُمِّها الناقع يخشاه العبادْ   

قد أتانا

من خليج الشِّعْر أرضِ ِالسندبادْ

مَنْ بِهِ قد حلـّق الرُّخُّ الخرافيَّ وكم طاف البلادْ

ولـَكـَمْ شَقَّ بحورًا هائجاتْ

مائجاتْ

وجبالا ووِهادْ

مثلما قد حدّثتنا شهرزادْ....

عنه في أرض العجائبْ

والغرائبْ

وبدا كالشاعر الراحل في (البحر الطويلْ)

ليس (بالمجتث أو بالمقتضَبْ)

بل أصيلٌ في دواوين العربْ

سابحا، في أبحُرِ شعرٍ العُرْب، تـُنمَى (للخليلْ)

مَنْ أتانا (بعروض الشعر) من شط ِّ اللآلي في الخليجْ.

 ***

أيها المنصفُ أنصفتَ شبابا ضاع في عهد الكهولهْ

عندما أصبحتَ في سن الرجولهْ

جئتنا اليوم بوجهٍ كان عنوان الشبابْ

غير أني لا أشاطرْ

أيَّ شاعرْ

في امتصاص (النيكوتينْ)

مِن حريق التبغ في (الغليون ِ)/ إذ يَغلي ويَجري

في الشرايينِ/ ويُعْـلي

نبضَ قلبٍ لا يهونْ

وكـَلالاً في العيونْ

وبهذا يُصبح الشاعرُ كهلا َ

 ثم شيخًا، لا تقلْ أهلا وسهلا

يتهادَى- يا طويل العمْر- في درب المَنونْ

بَيْد أني،

يا طويل الشـَّعْـر ِ، لمّا

كنتُ في عهد الشبابْ

طالما عزّيْتُ نفسي

ولـَكـَمْ حاولتُ أنْ أقـُـنِعَ حسي

زاعمًا أنَّ ذهابَ الشـَّعْرِ في عهد الكهولهْ

عَوَّضَتـْهُ فيك أشعارٌ طويلهْ

وأناشيدُ تغنيها (بألحان ٍ عِذابٍ) مستطيلهْ

ويراها الحاسد الأحمقُ: (الـْحانَ عَذابْ)

للشبابْ

عدما كانت عِــذابْ

وغناءً لم يجده مستطابْ

 *

 يا صديقي

لا تؤجل

أو تـُسوِّف

بل تعجلْ

قُلْ متى تغدو لهذا الشعر منصِفْ

أم ستبقـَى لأصول الشعر تنسفْ

مُلغِيًا للملهَمين

قبل عهد المتنبي ونزارْ

وكِلا هذين ثارْ

وبجوِّ الشعر طارْ

وهما قد ركضا

فيما مضى

وجرى خلفهما ألفُ حمارْ

ولقد ضاعوا جميعًا

وسريعًا

في الذي قد خلفاه من غبارْ

غير مَن في الشعر قد كانوا رؤوسَا

ومدى العمر شموسَا

مثلَ مَنْ أشعاره في الكائناتْ

فاعلاتٌ فاعلاتْ.

***

نور الدين صمود

 

في نصوص اليوم