نصوص أدبية
تائهة على الرصيف
فـتفرطين في التلصلص عليهم وراء الباب، وتلوكين الجوع على مائدة الكبرياء .
ولأنكِ لا تأبهين بالكيمياء، فعليكِ ألا تُقدمي خطوة. ولأن الكبرياء عَلَمكِ التجوال داخل أزقة روحك،باتَ الاعتراض لدى الجهورين اعتيادا.
بحرٌ بلا ضفاف ! إما الغرق ! أو السباحة دون شكوى، فمَـن قَصُرت أنفاسه، في بئر الجحيم غفا ليله، ومن استمد من باطن صدره نور المـُخلص سيُنشئ ضفة ً تحميه من عمق البحر ذاته ...
تركتني يا أبي طفلة ً بمعطف امرأة،ميراثي كنزُ طهارة ٍ،وماض ٍ بتول على أرض ٍ ملوثةٍ فالحرب ضارمة وسلاحي النور والخصم شرسٌ يأكل فيزداد شراهة .
أيتها الروح العميقة يا حبيسة اللسان في قبو الذات،أصمدي فنور إلهي يتجلى من بعيد، هو آت ٍ مهما تأخر ومنتصب القدمين مهما تَعَثر .
شقّ الفجر عناق النـُعاس، ارتطم الجسد غافلاً بين صحوة بَشَر
وسكون ملاك، أكسجين الحراك المنبعث من دم ٍ راكد استوطن الروتين، وبخور العمق عـَبقت بالذهن فأنعشت الكيان برداء من ضباب .
هـَمـَس الباب منحنيا ً قائلا ً: أخرجي مليكتي،الطمأنينة تعج بالجسد والرب "من فقاعات تكسو أسقف الدماغ" يرسل شارة انقلاب فـَلبيتُ النداء بعدما رشفتُ جرعاتِ أمان تكفيني سفر الترحال .
لأنني جميلة بوقار، ألفت أنظار المارة من حولي أوربما أتوهم !! ولأنني لستُ معتادة النظر خلسة،بات الإيقاع غير منتظم فمن علو ِ
أنفه كشفت غطرسته وكرشه المملوء المنحني ذُلاً، يقرر مصير أصوات تأبى الصمت. أدركتُ تماما ً أنني وصلتُ المكان الخطأ .
صحوتُ من شرودي ! استدرت، رفعت رأسي موازية ً نظري بنورٍ إلهي. أدركت أنني تائهة على الرصيف، أحتاجُ خارطة المدينة الصادرة عام 2009 بأسماء شوارعها وأزقتها ومقاهيها الثقافية ودور السينما . أماالتي بيدي فهي مهترئة حد التقزز .
أيقنت أنني لست ُ بحاجة لأرضٍ وأبواب فالكون أرضي ومفتاح باب كوني حذاء ٌ أنتعله يجذبني تفاقزا ً بين الواقع والروح، فسأكتب يوما ً وأتنفس طمأنينة الرب مرارا ...
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1280 الخميس 07/01/2010)