نصوص أدبية

دُخانُ الضمائر

صالح موسى الطائيما ذا أكتبُ أمامَ هذي الطبْخة التتريّة ؟...

فلا نبضَ في العيون ِ ولا في البيوت

لا نَسغَ في الشجَر

 لا زمن َ في الساعات

ماذا أكتبُ...؟

ماذا أكتبُ عن غابة ٍ مظلمة ٍ جدا ومخيفة

لا ضوءَ فيها ولا ماء

موحشة ٍ... حدّ التصاق الأرامل ِ

والأمّهات ِ بالقبور

هذي الغابة ُ...

مُنتخبٌ لوحوش الأرض والسموات

لا عقلَ فيها ولا جنون

 فيها الثعابينُ والحشرات

والأحزابُ الدمويّة ُ...والعصابات

والبرلماناتُ الوهميّة ُ

يتكاثرُ فيها عزرائيلُ وإسرائيلُ   

بأسلوب ٍ عنقودي ٍ حديث 

غادَرتْها الحمائمُ والعصافير... 

هَرَبَتْ من دُخان الضمائر ِ...

والثعالب ِ واللصوص ِ المَحَليّة ِ والمُسْتوردة

حيثُ أعشاشُها التي مزقتها الغربانُ والأوبئة

وسياساتُ القرودِ المقرونة ِ بالعُربان

بالخيانات ِ وبالقنابل ِ المتحدة

باللطم ِ وبالنزف ِ الأزلي

فيها تنتشرُ الطواحينُ البشرية ُ

والأمراضُ القبليّة ُ المخلوطة ُ

بالفايروس ِ الماسوني

وبالطاعون ِ الدولي

ماذا أكتبُ....؟

قلمي مسكينٌ...  وحيدٌ وفقيرٌ جداً

أمامَ هذي الحرباء الكروية

والخنازير ِ النوويّة

أوراقي  مزقتها العواصفُ والذكريات

بغدادُ عارية ٌ في غُرف ِ الإنعاش

مِسقط ُ رأسي قد أصبحَ عاصمة ً للموت  

ومزارا ً للكمائن ِ والفتن ِ المُعَلـّقة

ماذا أكتبُ عن لقيط ٍ

يَغسلُ نطفتهُ بالدماء

يَحلق ُ شاربيْه ِ بأمر ٍ من فتاوى النكاح

و تجار ِالأوطان والأديان

ماذا أكتبُ....؟ 

بَلْ ماذا أقرأ الآن َ...؟

أمامَ هذا الجمهور الغارق ِ

في الحَيْرة بين القيامة ِ والتهجير

ماذا أقرأ غيرَ الفاتحة ...؟

على مَنْ ماتَ في القلب ِ

وفي السموات...

..................

..................

شعر  صالح الطائي

 

في نصوص اليوم