نصوص أدبية
إلـى قريتي الحبيبة
القصيدة من ديواني الشعري (اللواهب) الصادر في بغداد، والذي يشتمل على قصائد تعود إلى فترة بداياتي الشعرية
***
يؤرّقنـــــي إلـــى دُنيــــاك ِ عشقُ
فهـــلْ للمتعبِ ألمأســــــــورُ عتـقُ
سئمــتُ مــن الظـلام ِ يلفُّ نفسـي
ولمْ يبرقْ من الآمــــــــال ِ بَــــرقُ
تحمّلنـــي المدينةُ ألفَ قيــــــــــــدٍ
وطبعـــــي ما عرفتُ العيش َ طلْقُ
تكلفنــــي مطالبـها كثيـــــــــــــرا ً
فكمْ فيــــها لنفسِ الحرّ خنْــــــــــقُ
تريدُ مـــن الفتى الحّر انقيـــــــادا ً
لأشيــــاء ٍ يصـــحُّ لهُــنّ خــــــرْقُ
وتخلــقُ فـي دخيلتـــــه ِ صــراعاٌ
يبيــنُ لـــهُ بصرْح ِ النفسِ فتْـــــــقُ
فكمْ أودتْ بذي حـسٍّ رهيـــــــــف ٍ
ولــمْ يبدرْ لهـــــــا فــي ذاك َ رِفْـقُ
لقـــدْ ضجّــتْ شــــوارعها بخلــقٍ
لهُمْ في الخزْيِ والإفســـــــادِ سبـْقُ
يحسُّ بقــدرةٍ إنْ شلَّ خيــــــــــرا ً
وفخــــرٍ أنْ يُــرى يومــــا ً يعــــقُّ
يفيـضُ رطـــانة ً فــي كلّ أمـــــر ٍ
ولمّــــا يدْرِ مــا غــرْبٌ وشـــــرْقُ
قلوبهـــمُ مَـــنَ الإخلاصِ صفْـرٌ
ســـــوى مـــا جاءَ بالإقـــرارِ نُطْقُ
تبيــــــنُ لهُمْ وجـــــــوهٌ شاحبـاتٌ
تخلّلهــــا مـــن التزييــــــف ِ عرْقُ
ولـــو قارنتهـــم يومـــا ً ببهْــــــم ٍ
وجــــدْت َ الحــال َ أنْ لمْ يبْـدُ فَرْقُ
فظيـع ٌ إنْ فقــــدتَ مقـــالَ صدْقٍ
وأفْظـــعُ منــهُ أنْ لمْ يبــق َ صِــدْقُ
***
معــــاذا ً قريتـــي أنســـاك ِيوما ً
وهـــلْ يُنسى علـى الأيّــامِ عِلْقُ(1)
إذا يومــا ً ذُكـــرت ِ علــى لسانٍ
أهــــــابَ بمسمعي للقلــب ِ خفْـــقُ
وإنْ يوما ً تحدّث َ عنــك ِ قـــومٌ
تطـــاولَ بــــي إلــى الأفواهِ عُنْــقُ
لأسمـــــع َ ما يســرّ لـــهُ فؤادي
ويُذْهـبُ لوعتـــــي فيــــزولُ حَرْقُ
عشقتُـك ِ عشْق َ مَنْ يعلـوهُ وجْدٌ
إذا غنّـتْ علــى الأفنــانِ وُرْقُ (2)
ومن يعيا لُـــــهُ في بثّ شـــــوقٍ
لســــــــانٌ حـــاذقُ فيبــــوحُ عُمْـقُ
جميل حسين الساعدي
......................
(1) العِلْق: النفيس من كلّ شئ لتعلّق القلب به
(2) الأفنان: الأغصان
وُرْق : جمع ورقاء وهي الحمامة