نصوص أدبية

هايبون: مغالقُ الوجع

علي محمد القيسيهايبون مغالقُ الوجع كلما اتسعت مغالقُ الوجع .. تفتحين ألف الف بابٍ حين اتذكرك .. وأنا كقمرٍ في حقل القصبِ كلّ السيقان تمارسُ طعني .. أية غواية وأنت كالريح تدفعني إلى اتجهات تختارها هي .. وأنا بعبثية الخريف انساق لكِ الا يكفي شحوبي أيتها الأوراق لأسافر معك على كف الريح؟ . من يتمرد على اللاشيء .. وانأ بكامل هلاميتي أتشكل من الوجع .. كبلاط رصيف المنفى للعابرين أهدي الاغتراب وأحمل أقدامهم أهدي خطواتهم للمجهول .. أنا آخر صفيرِ المحطة أنا ايذان للشتات .. بعثرتني المسافةُ كبقايا موجٍ هادر على ساحل صخريّ أجمع جفاء الزبدِ حقلُ القَصَب ؛ بكمْ سهمٍ أُصبتَ أيها القمرُ! هايبون

***

ربيع الفصول كما لو عرائشُ ياسمين .. ظلي الذي ..يمتدُّ بكلَّ الاتجهاتِ إليك يحددُ حدودَه بعبقكٌ الذي ما يزالُ يختمرُ بذاكرتي .. كما لو اكتشفتكِ كخارطةٍ إغريقيةٍ مهما اتسعت المسافةُ كان بُعدُ الحدودِ هاويةً يسقطُ منها العالمُ .. إلا أنّ الفرقَ هنا بحذفِ حرفٍ بين الحب والحرب .. وكأنكِ نصفيَ الفضيُّ من القمرِ وأنا المعتمُ من شدّةِ الشوقِ .. كيفَ لليلِ رثةٌ أطرافهُ كشبكةِ عنكبوتٍ مهجورةٍ تكادُ لا تحملُ نفسها .. معلقةٌ دونَ زوايةٍ حادةٍ تنكئ وجهَ الذاكرة.. يا وجهَ ربيعِ الفصولِ .. التي من حلماتها تولدُ الفرشاتُ .. فيستحيلُ الجسدُ مرجًا أخضرَ تهرولُ فيه خيولُ الرغبة البِكر .. مرجٌ يخيلُ للرائي أن الأنفاسَ نسماتٌ تحملُ بعيدًا بتلالاتِ الكرز ليكونَ حيثُ تكونين ربيعًا دائمًا على مدارِ الفصولِ. عرائشُ اليَاسَمين بكلِّ الاتجاهاتِ يمتدُ العبَقُ

***

علي القيسي

في نصوص اليوم