نصوص أدبية
سلوا قلباً
سلوا قلباً أباحَ لطرفهِ العذرا
ونقَّى طيفَ غصَّتهِ
فلا أبقى ولا أذرا،
و لاينديهِ من شفةٍ
لسانٌ زاولَ الكِبْرا !
تمنِّى حلمَهُ دهرا
و ليس يهادنُ الدهرا .
كما هيَ مزنةٌ وعَدَتْ
مواسم عمرنا نَهرا
تعدُّ القَطرَ يروينا
و إنَّا من سقى البحرا
فيا ودقَ الليالي
لستَ مانحنا
فما أبقوا لنا فجرا !
لصوصٌ يزرعون المكر
و الطاغوت والنكُرا
أباحوا سيلَ مكرِهمُ
وعاثوا في الدُنا غدرا .
لقد أغوتْ منازلهم
و أنتَ قويُّ لا تُغرى!
فما نالت مزاعمهم ...
أ تُبقي لزاعمٍ سِترا؟
فإنَّكَ خلف خالفِهم
تقصَّى غياهبَ الذكرى
فتستمري الغنى ورعاً
أ ليس لوارعٍ مَسرى؟
وحيث بشارةُ التطواف
في ليلٍ غدا يكرى !
أزل عن وحشتي ولهاً
وروِّ بليلنا الشكرا .
وهل ياربّ نافلةً
تنير الدرب والمسرى؛
لنسرِ مثلما وفدتْ
عيون الشوق تُستَمرى،
وخلِّ مُوقِدَ النيران
يجني الخوفَ والذعرا.
***
شعر د. رحيم الغرباوي