نصوص أدبية
امرؤ القيس والكورونا
شعر ساخر*
(ماذا لو عاد إلينا امرؤ القيس ونحن جلوس في ديارنا بسبب جائحة الكورونا فأنشد من جديد يقول:
(قِفا نَبكِ مِن ذِكرى) جلوسٍ بمَنزِلي
بأفعال كورونا الخبيث المغفــــــلِ
.
و " كوفِيدُ ناينتينَ" قد جاء منذرا
بريحٍ هَبوبٍ (مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ)
.
تَرى الناسَ في كل البيوتِ حبيسةً
يقولون يا "كوفيدُ" : هيا ألا ارحلِ
.
تعبنا من الفيس الذي طول يومنا
عليه، ومن واتسٍ وإيمو وجَوْجلِ
.
وفي كل يوم ألف ألفِ خناقـــــةٍ
بصوتٍ كنفخِ البُوقِ عالٍ مجلجلِ
.
وتشخط فِيَّ "ام الحويرثِ" شخطةً
يكاد بها يهوي إلى الأرض منزلي
.
تقول: وقد رشَّت كحولاً على يدي
إلى المطبخِ المكلومِ هيا فعجــــلِّ
.
وهيئ لنا المحشي كُرُنبــــاً تلُفُّهُ
كما جارَتِي (أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ)
.
فقد علَّمتْ زوجاً لها حشو كوسةٍ
وتقـــــوير باذنجان َ أو قلْيَ فُلفُلِ
.
و من بعد ما تنهي ونأكلُ كلنا
فقم في هدوءٍ للمواعينِ فاغسلِ
.
وإياك أن تأتي بحرفٍ يغيظني
و إلا فلكْماتٌ وضربةُ معولِ
.
أليس بكافٍ أنني طول عِشرتي
تعاملني مثل البعير المــــــذللِ
.
فلا قلت لي يوما كلاماً أحبــه
ولا قلت لي يا ام العيالِ تدللي
.
أنادي برفقٍ يا امرئ القيس: خذ يدي
هوَ اليوم عدسٌ يا حبيبي فأبصلِ
.
فتأمرني باللحم في كــــل وجبةٍ
(وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ)
.
(و يوم عقرتَ للعذارى مطيتي)
و خليتني في البيت أبكي كعيِّلِ
.
أقول: حرامٌ يا امرأ القيس إنها
هدية بابا لي، رجــــــاءً تعقَّلِ
.
فأهملتني في يومهــــا مثل قشَّةٍ
وهددت أهلي بالطلاق المزلزل
.
أخيراً أتى كوفيد كيمــــا يجيرني
فلا خِلّ ، لا مقهى يقول لك انزلِ
.
وأجلسك الفيروس في البيت راغما
(كجلمود صخرٍ حطه السيلُ من علِ)
.
تنادي على الأصحابِ في الواتس باكيا
(يَقولـــــــــــونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَحمَّلِ)
.
فإنا نعيش الآن أخطر فيرسٍ
أتانا (بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي)
.
أنصبرُ أم نفنى بكوفيدَ كلُّنا
فلا قبر يؤوينا ولا من مُغَسِّلِ
***
د. جمال مرسي / مصر
..................
* مع الاعتذار لامرئ القيس صاحب المعلقة الشهيرة التي تبدأ بقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل