نصوص أدبية
يا موت
في رثاء ابن عمي الأستاذ هشام نصر مرسي الذي وافته المنية يوم 7/5/2020 الموافق 14رمضلن 1441هـ . رحمك الله يا هشام
أشكوك أم أشتكــــــــــي حزني إلى نفسي
أَم أَجــرَعُ الـصبرَ و الحرمان في كأسي؟
.
وهــــل أقدم منك اليـــــوم مظلمـــــــتي
يا مَـوتُ ، مَا لم تُعِـدْ بَعدَ الأَسَى أُنـسِـي؟
.
أَم أستكين لدمــع العين محتسباً
أَدعو عليك بموتٍ صارمِ البأسِ
.
ماذا تريد رحى كفيك من دمنـــــــــــــــــــــــا
كَي تَطحَنَ الصَّحبَ بَينَ الضِّرسِ والضِّرسِ؟
.
أما روتْكَ دماءُ كنت تسفكــــــــــــها
طول الزمان ، ألم تشبع من الإنس؟
.
فجئت تنهــــــش لحـــــــمَ البدر في نهمٍ
و تَغرِز النَّابَ.. نابَ الداءِ.. فِـي الشَّمـسِ
.
ما زلت تفجعني فيمن أحبهــــــــمُ
حتى خلا من أخلاءِ الصِّبا طِرسي
.
ماذا تريد بنا ، دعنا ، فقد نضبت
بحور أدمعنا مــــــــن شدةِ اليأسِ
.
أستغفـــــــــــــر اللهَ قد أدمى الأسى لغتي
و حرك الحزن .. يا ابن العم .. لي حِسي
.
ليس اعتراضاً على أقدار من خضعتْ
لَهُ الـجَـبَـابِـرُ مـــــن عُربٍ و من فُـرسِ
.
لَــكِـــنَّـــهُ الــفَـــقـــدُ للأحبابِ أرَّقني
و وَقْــعُ آثَــارِهِ كالجمر فِـــي نَـفـسِـي
.
بِــالأَمــسِ كُــنـــتَ أيا ابن العمِّ تؤنسنا
و اليومَ نحيا على ذكــــــــراكَ بالأمسِ
.
بالأمس قد غرَسَتْ يمناكَ بذرتهـــا
و اليومَ نحصد ما خلَّفت من غرسِ
.
لسانكَ الرطب بالأذكارِ أذكــــــــرهُ
ما كان ينطق عن فحشٍ و عن نقسِ
.
و بين جنبيكَ كانت نفُس ملتزمٍ
تحيا منزهةً في روضة القدسِ
.
تحت الجوانح قلبٌ عاشقٌ أبداً
للخير ، مُدت به كفٌّ بلا بخسِ
.
كُـنــتَ الــقَــوِيَّ على داءٍ تَنُوءُ بهِ
شُمُّ الجِبالِ فلم تركنْ إلى اليأسِ
.
فكيف غالك هذا الداءٌ في سِــنـــةٍ
وكيفَ مُدَّتْ يداهُ السٌّودُ فِــي خَلْـسِ
.
أستغفر الله كـــم أخشى على ثقتي
من السقوط وكم أخشى من المسِّ
.
فلا أصدق أن البـــدر مكتكلاً
وَارَاهُ في كفنٍ عنا ثرى رمسِ
.
يا ربُّ فارحمْ "هشامَ الجودِ" وابنِ لهً
بيتاً بجنةٍ رضــــــــــــوانٍ و فِردَوسِ
***
شعر : د. جمال مرسي
8/5/2020 - الخامس عشر من رمضان 1441هـ