نصوص أدبية

فاضل ضامد: هي الأمنياتُ العجاف

الشتاءُ القادم سأقيم احتفالاً على روح الصيفِ...

عسى أن يعود من جديد بروح هادئة وشمسٍ عطرة

وأنْ لا يوخزَ أجسادنا بإبرِ أشعته النارية

سيظنُ أنْ جلودَنا عليها... قامتْ القيامة وهي صابرةٌ وخالدة

وسيظنُ.... أدمغتنا انكشفَ عنها القيظُ فباتتْ مولعةً بحرارته

لا يدري  بخرابِ أجسادنا جاءَ عمداً

فكلُّ مرةٍ تظهرُ دمامل القهر

وكلُّ مرةٍ في أيامه يحترقُ البدن

وتحترقُ معه سنابلنا وبيوتنا ودكاكين مشاعرنا

يا أيها الشتاءُ نعتذرُ منك

قلنا أنَّ الصيفَ صيفُ الفقراء

وفي رحلته تعثرنا كثيراً

**

حاملاً مشعلي لأضيءَ الوجوه.....

من سالفِ الزمنِ وناري مشتعلة

أنا أرضٌ خذلتني صحرائي وجبالي وتلالي...

فكيف أنجو والضياعُ مستديم

كل العاشقاتِ استعمرنَ قلبي

أوزعُ ألواني على وجوههن لوناً بعد آخر

حتى نما على جسدي الشحوبُ

لم يبق في الروحِ غير عتمةٍ

فلا زهرةً نبتتُ ولا شجرَ مثمراً

ترى هل من وجع يستفيق

من ألمِ الشوارع

فكيف تعيشُ العلاماتُ الدالة

وهل من مغني يعيش أغنيته

فيلاقي حتفَ اللحن على مربعٍ

لا زاوية فيه....

الفيافي سجالٌ بين الضوءِ والظل

غريبٌ أنْ نعيشَ في الغرفِ

والعالمُ لا مستقرَ فيه من الحرية

تماماً كما أٌوعزُ للنخلةِ أن تثمرَ قبل الأوان

أحتاجُ حلاوةً من تمرها

يستغيثُ بنا تعالوا حوشوا ما تبقى

من تجاعيد

يا أيها الباب

تنام على مصراعيك

لا أحد يدخلُ الا مَنْ تبجحَ بالدخول

من غير رخصةٍ

لا تنثرَ فتوحاتِك فالربحُ عندك كالخسارة

**

على طرفِ نجمةٍ

كان ضوؤك ينتحر...

ما خيبت ظن الضياء

ولا تستر عليك النجم

كيف أنهى سلالتَك النور؟

وأنت انبعاثٌ مكنى بالمصابيح

عيناي الوحيدتان يتيمتان بك

لا ظلال تحت رحمة اختفائك

ولا نهاية للدروب...

المدى مهدُ البصر

وأنا أظلُ في مهدك المرصعِ بي

جسداً أفرغه الهزّ

حتى تملكه الالتزام

ويحي.. أني غفلتُ وغفوتُ

لا أدري كم مرةٍ...

يدُك تنتفَ ريشَ الليل عني

وأنا نظرةٌ  يباركها فِطام التيه

سأتركُ ضياعي على عتبةِ العينين

وأشكُ إني قادرٌ على الانهزامِ

الافكارُ خرائبُ على خزائن الشك

والحيرةُ في  اقتفاءِ أثرك

وأنت وإنْ حلقتَ بعيداً

سيرفَّ الخجلُ على هدوئك

ويستمرُ النعاسُ..

حتى يتلاطمُ الحزنُ

على فرحك المستعمر غمازتيك

كيف توارى فمُك عن الابتسام

كيف تعثرتْ وجنتاك بالسواد

واختفى الورد..

أظن انكَ أبرمتَ اتفاقاً مع الهجر

أن تهربَ نحوي

لأحضنَ منك ما تبقى...

***

فاضل ضامد - العراق

 

في نصوص اليوم