نصوص أدبية

فاضل ضامد: ميلاد

فاضل ضامدأيقظني القلقُ بقبعتي التي

ارتديتها منذ عريِّ الخجل وتدلّي الجفاف..

فالأجنحة فارغةٌ من الريش

والطيرانُ ينام على وسادة الأحلام

وأنا أنظرُ بعمقٍ في الفراغات المليئة

بالتيه

راودتني فكرةُ النزوح من جسدي القديم

أشعلتُ فيه كلَّ الفيافي

وأبرمتُ مع النار ثقةَ الرحيل

حتى أكون جذوةً مبرحةً

لكلّ كسلٍ قادم

أسقطتُ كلَّ مفرداتِه المطرية

وعقاباً على السدود العالية

أديتُ تحيةً لفيضانات الترفِ والمغازلة

وتحيةً بانحناءةٍ مقفاةٍ بحدبةِ التوسّل

لكثير من الغاضبين

وأصحاب اللكنات المصطنعة

بميلادٍ جديدٍ خارج الزيف ..

**

وعندما عدتُ من منفى لا اسمَ له

تبضعَ مني سنواتي

والدقائقُ الجميلةُ شاهداتٌ

غيرتُ تفاصيلَ جسدي القديم

وأشعلتُ الجذوةَ من جديد

ما أقرب القلب للميلاد

حين تمرُ فتاة....

**

دائماً تورقُ الاشجارُ والنهر يصفقُ

والقريةُ تهلل ...

ذلك الطريق كأنَ دربَ التبانةِ زرعتْ نخيله نجوماً...

فلا تأفلَ نخلة إلا وتسمعَ نواحَ النجوم

ولدتُ وعيني دنان نخيلٍ

فكيفَ الولادة بلا نجوم..

**

عذراً أيتها الابراج

أنا خارج الاحتمالات

سأصطاد يوماً عيدَ ميلادٍ

وأنثرُ الكعكَ وأكتبُ الثريا

على قميصِ الاحتفال

لترقصَ أخواتُ نعش

بما تبقى من العمر

ولتكن شموعُ تلك الليلة

بلونِ الحنّاء نُحنّي الضياء

على حبلنا السريّ

ونعشنا حين نختفي

بهدوء ..

**

نرسمُ دائماً على ورقِ المقوى

كائناتِنا التي ولدتْ معنا

نحن نسجلها وكأنها توأمنا الروحي

في اللاوعي موجودة

وفي الوعي موجودة

سأرسم النباتات الهرمة بلا جذور

لتطير وهي فرحةً

وسأرسمَ أيضاً قريةَ أهلي

وقارب الوالد

وعباةَ أمي

مشهداً معبراً

***

فاضل ضامد - العراق 

2020

 

 

في نصوص اليوم