نصوص أدبية

خالد الحلّي: دردشة بين صوفيّين

دردشة بين صوفيّين

شعر: خالد الحلّي


صوفيّانْ

كانا يفترقانِ ويلتقيانْ

قالَ الأوّلُ للثّاني:

ما زلتُ أُعاني

هل سيظلُّ كلانا

يَبْعُدُ عَنْ صاحِبِه،

لا يتركُ عنوانا

قال الثّاني:

روحانا تلتقيانْ

في كلِّ زمانٍ ومكانْ

هل سيظلُّ النّسيانْ

ينخرُ  في ذاكرةِ الإنسانْ؟

دَعْني أتذكّرْ  شيئاً ممّا قالْ

شمسُ الدّين التبريزيّ:

* قَرِّبْ نفسَكْ

مِمّن يمنحُ قلبَكْ

آفاقاً من نورْ

و يؤكدُ أنّكْ

يُمْكِنُ أنْ تغمرَ  دنيانا

ببحارِ  سُرورْ

* حينَ تُسافرُ خُذْ ما يكفي من وَرْدْ

قَدْ تَلقى بطريقِكَ مَن يَستأهِلهُ.

قالَ الثاني،

أعجبني ما قال التبريزيُّ، وأشجاني

لكِنْ دَعْنِي

أتذكّرْ  شيئاً

ممّا قالَ جلال الدّين الروميّ:

* لا تَبْعُدْ عنِّي

فبوجهِكَ شمسٌ للّروح

* إن غنيتَ لعِشقِي بلغاتٍ لا تُحصى

تبقى فِتْنَتُهُ الأجملَ والأبهى

بّيْنَ لغاتِ الكونْ

* هم دقّوا للحرب طبولا

لكنّا لا نقرعُ طبلاً إلا للحب

***

شعر: خالد الحلّي

.....................

= جاء في موسوعة ويكيبيديا أن شمس الدين التبريزي وصل في عام 1244م إلى مدينة قونية التي كانت تقع في وسط جنوب الأناضول، باحثاً عن صحبةخيِّرة، فوجد في جلال الدين الرومي ضالته، ولم يفترقا ما أثار  حسد الكثيرين. وفي عام 1248م اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله، ويقال أنه سمع طرقاً على الباب وخرج ولم يعد.

= ما ورد من استشهادٍ بأقوالٍ للتبريزي و ابن الرومي، حافظ على الجوهر، ولكن صيغ وفق ما تتطلبه الأوزان والموسيقى الشعرية.

في نصوص اليوم